السرطان وأهميته في صحة الإنسان

يعد السرطان من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، ويُعد سرطان الرئة والثدي والقولون والمستقيم والبروستاتة والمعدة من أكثر أنواعه شيوعًا. ومع ذلك، فإن الكشف المبكر عن السرطان يلعب دورًا حاسمًا في تقليل نسب الوفاة وتحقيق الشفاء المبكر للمرضى، حيث يعزز من فرص العلاج ويقلل من مخاطر المضاعفات ويبعد عن الحاجة إلى التدخلات الجراحية المعقدة.

تطوير اختبار جديد لسرطان الدم عبر التنفس

أشار تقرير حديث إلى قيام العلماء بابتكار اختبار غير جراحي لسرطانات الدم، يتطلب فقط فحص النفس من المرضى. يتميز هذا الاختبار بأنه رخيص الثمن، سهل الحمل والتنفيذ، ويمكن استخدامه بشكل واسع للمساعدة في تشخيص المرض في مراحله المبكرة، بالإضافة إلى مراقبة استجابة المرض للعلاج خلال الفترة الزمنية.

طريقة عمل اختبار التنفس للكشف عن سرطان الدم

عندما يتنفس الإنسان، يحمل الهواء مركبات عضوية مختلفة ومتطايرة تنشأ من عمليات التمثيل الغذائي أو المصادر الخارجية، وتتم دراستها لتحليل نمطها. في حالة مرضى سرطان الدم، تظهر بعض المركبات المتطايرة بشكل مميز، وهو ما يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن المرض. قام العلماء بجمع عينات أنفاس من 74 شخصًا، منهم 46 مصابًا بسرطان الدم والآخرون من الأصحاء، وتبين أن مرضى سرطان الدم يطلقون مركبات خاصة أكثر من الأصحاء.

كيفية عمل الاختبار وتحليل النتائج

عند التنفس، تنتقل المركبات العضوية من الدم إلى الرئة، ويتم استنشاقها مع الهواء الداخل، ليتم قياسها بواسطة أجهزة خاصة. تساعد هذه المركبات على تكوين بصمات جزيئية يمكن رصدها وتحليلها، إذ أظهرت الدراسات أن مرضى سرطان الدم يطلقون مركبات محددة، خاصة تلك المرتبطة بعملية الأكسدة التي تضر أغشية الخلايا، وتؤدي إلى تطور السرطان. وبتحليل تلك البصمات، يمكن ملاحظة اختلافات واضحة بين المرضى الأصحاء والمرضى المصابين، وهو ما يسهم في تطوير اختبارات أكثر دقة وموثوقية للكشف المبكر عن سرطان الدم.

آفاق مستقبلية للبحث في هذا المجال

يؤكد الباحثون على ضرورة استكمال الدراسات وتحليل المزيد من البيانات لتطوير اختبار تنفس يُعتمد عليه بشكل أكبر، مع التركيز على فهم العمليات البيولوجية التي تنتج المركبات المحمولة جواً. كما يسعى الفريق إلى تقليل الوقت المستغرق لجمع العينة، الذي يبلغ حالياً حوالي 10 دقائق، إلى بضع ثوانٍ فقط، الأمر الذي يساهم في سرعة التشخيص وتحسين فرص العلاج.