تأثير الإجازات الصيفية على صحة الجهاز الهضمي

يصبح الطعام أكثر عرضة للتلف والتلوث مع ارتفاع درجات الحرارة أثناء موسم الصيف، مما يزيد من مخاطر إصابة الناس بأمراض معدية هضمية. كما أن التغير في نمط الطعام والإقبال على الأطعمة غير المطهية جيدًا والأطعمة السريعة يعزز احتمال الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي خلال الإجازة الصيفية.

الإصابة بإسهال المسافرين بعد السفر

يُصاب الأشخاص بإسهال المسافرين نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث، ويتمثل عادة في ظهور أعراض بسيطة تدوم أيامًا قليلة وتختفي تلقائيًا في أغلب الحالات، لكن بعض الأشخاص يعاني من استمرار الحالة لشهور أو حتى لسنوات، حيث تشير الدراسات إلى أن نحو 80% من المصابين يستمر لديهم الإسهال لمدة سنة على الأقل بعد الإصابة.

الأعراض وتأثيرها على الصحة

يسبب إسهال المسافرين ألمًا في البطن وانتفاخًا، مع اضطرابات في التبرز إما بالإسهال أو الإمساك، وذلك نتيجة تأثير العدوى على وظيفة القولون العصبي والتي قد تتطور إلى حالة مزمنة عند بعض الأشخاص، حيث يعاني 25% إلى 30% منهم من أعراض طويلة الأمد بعد مرور عدة سنوات.

ما هو القولون العصبي بعد العدوى؟

يحدث عندما تستمر أعراض الإسهال بعد الشفاء من العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية، وغالبًا ما يكون سبب العدوى هو البكتيريا مثل الإشريكية القولونية أو الشيجيلا، وتؤدي إلى تغيرات في وظيفة الأمعاء وتطور حالة مزمنة تسمى متلازمة القولون العصبي بعد العدوى.

كيفية حدوث الحالة

يتعلق الأمر باضطراب في رد فعل الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجسم نفسه بدلاً من البكتيريا الضارة أو يسبب استجابة مفرطة للعدوى، مما يؤدي إلى تغيرات في التوازن البكتيري للأمعاء وضعف وظيفة الحماية للأمعاء، مما يستمر في إحداث أعراض بعد انتهاء العدوى مباشرة.

الأسباب الشائعة للإسهال بعد السفر

تقوم البكتيريا الضارة، مثل شيجيلا وإشريكية القولونية، والطفيليات مثل الجيارديا، بإحداث الإسهال، وتؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي، بحيث يتوقف الجسم عن إنتاج أجسام مضادة للسموم التي تنتجها هذه البكتيريا، وتنجم عن ذلك اضطرابات في وظيفة الأمعاء وتغيرات في عملية الإفراغ، مما يسبب أعراض القولون العصبي المزمنة.

عوامل الخطر والإصابة بمتلازمة القولون العصبي بعد العدوى

ترتفع احتمالية الإصابة بهذه الحالة لدى النساء والشباب، خاصة في حالة وجود تاريخ من التسمم الغذائي الحاد، ويزاد الخطر إذا كان الشخص يعاني أصلاً من متلازمة القولون العصبي الناتجة عن مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي ويكون أكثر عرضة لإعادة الإصابة أو لظهور أعراض أشد.

طرق الوقاية والحد من الإصابة

حماية النفس أثناء السفر تبدأ بتجنب تناول الأطعمة النيئة مثل اللحوم غير المطهية جيدًا، منتجات الألبان غير المبسترة، والأسماك أو المحار النيء، والسلطات، والفواكه غير المقشرة، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة والمشروبات من الباعة الجائلين. يُنصح باستخدام المياه المعبأة بدلاً من ماء الصنبور والثلج غير المعرف مصدره، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وقد يصف الطبيب أدوية مضادة حيوية وقائية أثناء السفر إلى مناطق عالية الخطورة. وأهمية تجنب المضادات الحيوية عند الإصابة بتسمم غذائي بسيط، حيث يمكن أن تتسبب في اضطرابات أمعائية أكبر، في حين أن الحالات الشديدة قد تتطلب علاجًا بهذا النوع من الأدوية.