كيف يؤثر استخدام الهاتف المحمول على صحتك النفسية وطرق الحماية منها

تؤكد الدراسات الحديثة أن استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا العقلية والجسدية، إذ أصبح الكثير منا يقضي معظم أوقاتهم في تصفح الإنترنت، ومشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، وقنوات يوتيوب، دون أن يدركوا مدى تأثير ذلك على أدمغتهم وأجسادهم. أظهرت دراسة شاملة شملت 655 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا أن الاستخدام المفرط للهواتف يرتبط بزيادة مستويات الاكتئاب والقلق، الأمر الذي يؤدي أيضًا إلى اضطرابات النوم وسوء جودته.

تأثير الهواتف على النوم والصحة النفسية

لوحظ أن الاعتماد المفرط على الهواتف الذكية يسبب اضطرابات النوم، إذ يعاني المستخدمون من صعوبة في النوم، واستيقاظ متكرر أثناء الليل، ويجتمع ذلك مع انخفاض إفراز هرمون الميلاتونين الذي يُنظم النوم، مما يفاقم المشكلة. كما أن الضوء الأزرق الصادر من شاشات الهواتف يقلل من إفراز هذا الهرمون، ما يؤدي إلى صعوبة في الاسترخاء والنوم الهادئ.

الأضرار النفسية الناتجة عن الهاتف

يؤدي الإدمان الرقمي الناتج عن التصفح المستمر، خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين في الدماغ، مما يخلق حالة من الاعتمادية الشبيهة بإدمان المخدرات. كما أن المقارنات المستمرة بين حياتك والحياة التي يعرضها الآخرون على وسائل التواصل تزيد من مشاعر النقص، وقد تسبب اكتئابًا وقلقًا، وتؤدي إلى العزلة الاجتماعية رغم التواصل الافتراضي المستمر، حيث يقلل الاستخدام المفرط من تفاعل الشخص بشكل واقعي مع من حوله، ويزيد شعوره بالوحدة. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر جودة النوم بشكل كبير بسبب الضوء الأزرق، الذي يخفض نسبة إفراز هرمون الميلاتونين، الأمر الذي يسبب اضطرابات النوم ويعوق الراحة الكافية.

علامات على تأثير الهاتف على الجسم والنفس

تشمل الأعراض التي تظهر نتيجة الإفراط في استخدام الهاتف، اضطرابات النوم التي تتسم بصعوبة في النوم أو النوم المتقطع، والقلق المستمر، فضلاً عن الشعور بالعزلة الاجتماعية، وضعف التركيز نتيجة لانتشار التنبيهات المستمرة التي تؤدي إلى استثارة الدماغ بشكل دائم، مما يشتت الانتباه ويقلل من القدرة على التذكّر والتعلم بشكل فعال.

نصائح لتقليل وقت الاستخدام والهروب من أضراره

للحد من تأثير الهاتف السلبي على صحتك، يمكنك إيقاف تشغيل جميع الإشعارات باستثناء المكالمات والرسائل الهامة، وتحديد حدود زمنية لاستخدام الهاتف يوميًا. حاول ضبط مؤقت يومي لمدة نصف ساعة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال تلك الفترة ركز على تنفيذ أنشطة بديلة مثل قراءة كتاب، أو المشي في الهواء الطلق، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء. بالمقابل، ابحث عن أنشطة ترفيهية أو تعليمية تساعدك على الابتعاد عن الشاشة وتخفيف الاعتمادية عليها.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر