تقرير عن ضرورة الاستمرار في تلقي اللقاحات الروتينية
تشير الدراسات إلى أهمية الالتزام بالتطعيمات الروتينية بشكل مستمر، خاصة مع تقدم العمر، حيث يوصي خبراء الصحة بأخذ لقاحات محددة بناءً على العمر والتاريخ الطبي وأسلوب الحياة. وتتنوع هذه اللقاحات بين تلك الشائعة، مثل لقاحات الإنفلونزا، وأخرى نادرة مثل لقاحات القوباء المنطقية، وتتميز بآثار جانبية طفيفة كالصداع والتعب والألم، ولا تعتبر من المضاعفات الخطيرة التي توقع نتائج سلبية على صحة الإنسان.
لقاحات مهمة للبالغين
تعتبر لقاحات الإنفلونزا من الأهمية القصوى، حيث تنتقل عبر قطرات محمولة جويًا عند السعال أو العطس، ويمكن أن تسبب أعراضًا مثل الحمى والسعال وآلام الجسم، وإذا تفاقمت الحالة قد تؤدي إلى دخول المستشفى أو الوفاة، خاصة لكبار السن أو من يعاني ضعف جهاز المناعة. وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والأوقاف بأخذ اللقاح كل عام، حيث تتغير سلالات الإنفلونزا بشكل سنوي، ويقل فعاليته مع مرور الوقت، ولكن حتى الإصابة به تكون أخف وطأة إذا تم التلقيح.
أما لقاح الكزاز فينتشر عبر البكتيريا الموجودة في الغبار والتربة، ويجب أن يحصل عليه الشخص كل عشر سنوات، ويعد فعالًا جدًا في الوقاية، خاصة في حال تعرض الشخص لجرح ملوث مثل مسمار صدئ، حيث يحتاج إلى تلقي جرعة معززة لضمان الحماية من مرض التيتانوس الخطير الذي يسبب تقلصات وتشنجات عضلية. ويجب مراجعة الطبيب فورًا في حال تعرض الشخص لمصدر ملوث ومرور فترة طويلة دون تلقي جرعة جديدة.
وفيما يخص الهربس النطاقي، يسببه نفس الفيروس المسبب لجدري الماء، وهو يصيب كبار السن بشكل خاص، ويظهر على شكل طفح جلدي مؤلم قد يؤدي إلى ندبات أو فقدان البصر، ويزيد خطورته عند الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة، حيث يمكن أن يسبب أضرارًا مزمنة تتعلق بالألم أو أمراض القلب والنوبات الدماغية. ينصح بتلقي اللقاح للأشخاص فوق سن 50 عامًا أو الذين يعانون من ضعف المناعة.
ويعد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من الفيروسات التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي، ويتسبب في ظهور ثآليل وأحيانًا سرطانات، ويجب أن يتلقى الأطفال والفتيان اللقاح في سن مبكرة، حتى عمر 26 سنة، مع إمكانية الامتداد إلى ما بعد ذلك لمزيد من الحماية، حيث تصل نسبة فعاليته إلى أقرب من 100%، ويعتبر تطعيمه من أفضل الطرق للوقاية من مضاعفاته الخطيرة.
أما جدري الماء، فهو مرض معدٍ يسببه الفيروس الذي يبقى في الجسم بعد الشفاء، ويمكن التعرض له بدون أعراض واضحة، لكنه أكثر خطورة عند كبار السن. ويعمل لقاح الجدري المائي على تقليل احتمالية الإصابة أو تعزيز مقاومة الجسم للمرض، حيث تصل فعاليته إلى 98% في الوقاية من أنواعه المختلفة، وحمايتك تستمر بعد تلقي اللقاح حتى لو تعرضت للفيروس بعد فترة قصيرة.
لقاحات أخرى مهمة
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتطعيم البالغين ضد التهاب الكبد الوبائي ب، خاصة لمن يقل عمره عن 59 سنة، ومن يعملون في المجال الصحي أو يتعرضون لمخاطر عالية، للوقاية من تليف الكبد وسرطان الكبد. كما يُنصح بلقاح المكورات السحائية التي قد تتطور إلى التهاب سحايا وتسمم، ولقاح المكورات الرئوية التي تسبب الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، ويجب استشارة الطبيب لأخذ اللقاح المناسب حسب الحالة الصحية والفئة العمرية.