تجربة علاجية جديدة لمشكلة فقدان السمع تعتمد على خلايا الجذعية
يعمل علماء بريطانيون على إجراء تجربة سريرية مبتكرة تهدف إلى علاج فقدان السمع بشكل جذري باستخدام الخلايا الجذعية، وهو أول مشروع من نوعه على مستوى العالم. تعتمد التقنية الجديدة على زراعة خلايا جذعية مخبرية داخل الأذن التالفة بهدف تحفيز تكوين خلايا عصبية سمعية جديدة لتعويض الخلايا التالفة التي تتعرض للتلف بسبب التقدم في العمر أو العوامل الوراثية أو الالتهابات.
تأتي هذه المبادرة بعد نجاحات ملحوظة في تجارب على الحيوانات، حيث أظهرت نتائجها تحسناً كبيراً في قدرات السمع لديهم. ومنحت شركة Rinri Therapeutics، التي تنتمي إلى جامعة شيفيلد، الموافقة لبدء اختبار العلاج على بشر، بحيث يتضمن الدراسة 20 مريضاً يعانون من فقدان سمع حاد، بهدف تقييم مدى فاعليته على الإنسان.
تقنية خلايا الجذعية وتأثيرها المحتمل
يعتمد العلاج على خلايا سلفية عصبية أذنية، والتي يُتوقع أن تتكاثر وتتطور داخل الأذن لتصبح خلايا عصبية قادرة على نقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ، مما قد يفتح الأمل في استعادة السمع الطبيعي لدى بعض المرضى. يُجرى هذا العلاج بالتزامن مع عملية زراعة القوقعة، ويُستخدم حالياً تحت تأثير التخدير العام، مع أمل في تطوير تقنية حقن غير جراحية في المستقبل.
آراء الباحثين والمخاوف المحتملة
يشير د. دوغ هارتلي، المدير الطبي بشركة Rinri، إلى أن الخلايا المستخدمة مصممة لتتحول إلى خلايا عصبية سمعية، وتثبت الدراسات أنها تبقى في مكانها دون أن تتسبب في نمو غير مرغوب فيه، مطالبًا بعدم القلق من احتمالية تحول الخلايا إلى أورام، وهو ما لم يُلاحظ حتى الآن. ويتوقع الباحثون أن تظهر النتائج الأولية للتجربة بحلول عام 2027، مع الأمل في أن يساعد هذا العلاج مرضى فقدان السمع المرتبط بالتقدم في السن، دون الحاجة لزرع قوقعة.
تحديات وخطوط حمراء في التجربة
على الرغم من الحماس، يلفت بعض الخبراء الانتباه إلى بعض التحديات، ومنها تحديد السبب الدقيق لفقدان السمع، سواء كان ناتجًا عن تلف الأعصاب أو خلايا الشعر. ويحذر البروفيسور نيش ميهتا من أن التدخل الجراحي أو العلاج بالخلايا الجذعية قد يتسبب في تلف الخلايا السليمة المتبقية، مما يؤدي إلى فقدان السمع بشكل دائم.