تُعد آلام الرقبة من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة اليومية، إذ تتسبب في انزعاج وصعوبات في النوم، واستخدام الهاتف، وحتى في إدارة حركات الرأس بشكل طبيعي. تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 30% من البالغين يعانون منها سنويًا، مما يجعلها من الأسباب الرابعة على مستوى العالم التي تؤدي إلى الإعاقة.
أسباب آلام الرقبة
يأتي الإجهاد العضلي كأكثر أسباب الإصابة بآلام الرقبة، ويحدث غالبًا بسبب العادات اليومية مثل النظر الطويل للشاشات أو النوم في وضعيات غير مناسبة. تنتشر الحالة بشكل خاص بين الشباب نتيجة لما يُعرف بـ”عنق التكنولوجيا”، الناتج عن الانحناء المفرط أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الإصابات، مثل الارتداد الرقبي الناتج عن حوادث، في ظهور هذه الآلام. كما تلعب الحالات الطبية المزمنة، مثل الانزلاق الغضروفي وتآكل فقرات الرقبة، دورًا في ذلك. على الجانب النفسي، قد تؤدي الضغوط والقلق إلى شد عضلات الرقبة والكتفين، مما يزيد من ألمها. لا ننسى أن التقدم في العمر يسهم أيضًا بشكل رئيسي في ظهور هذه المشاكل.
طرق العلاج غير الجراحي لآلام الرقبة
يمكن علاج معظم حالات آلام الرقبة بواسطة طرق غير جراحية، تشمل العلاجات المنزلية وضع كمادات باردة لتقليل الالتهاب مباشرة بعد الإصابة، أو استخدام كمادات دافئة لتخفيف التصلب المزمن. كما أن تعديل وضعية الجلوس أثناء العمل، واستخدام وسائد داعمة أثناء النوم، وممارسة تمارين التمدد البسيطة تعتبر مهمة للمساعدة في تحسين الحالة. ينصح الأطباء أيضًا بتناول أدوية مضادة للالتهاب أو مسكنات للألم عند الحاجة، مع الاستعانة بالعلاج الفيزيائي الذي يركز على تحسين توازن العضلات والوظائف الحركية. قد يتضمن العلاج جلسات تدليك، وتحريك الفقرات يدويًا، وتمارين لتقوية العضلات بهدف تصحيح الوضعية ومنع تكرار المشكلة.
وفي حالة استمرار الألم أو ظهور أعراض مصاحبة مثل الدوخة أو اضطرابات في الرؤية، يُنصح بمراجعة الطبيب بسرعة، إذ قد تكون هناك مشكلة أكثر خطورة تحتاج إلى تقييم طبي دقيق. تُعد الجراحة خيارًا أخيرًا، ويُستخدم فقط عندما يكون هناك ضغط على الحبل الشوكي أو وجود حالات بنيوية حرجة في الفقرات.
تؤكد الدراسات أن معظم حالات آلام الرقبة الحادة تنحسر خلال أسابيع، ويمكن التعامل معها بشكل فعال من خلال اتباع نهج متكامل يجمع بين العناية الذاتية والعلاجات الطبية عند الحاجة، مع ضرورة استشارة الطبيب عند استمرار الأعراض أو زيادتها.