الساعات البيولوجية لأعضاء الجسم تختلف وتؤثر على العمر الفعلي

أظهرت دراسة حديثة من جامعة ستانفورد، نُشرت في “Nature Medicine”، أن لكل عضو في الجسم “ساعته البيولوجية” الخاصة التي تتقدم بمعدلات مختلفة، مما يعني أن عمر الأعضاء لا يتفق دائمًا مع عمر الشخص الزمني. فخلال تحليل لنحو 45,000 شخص من قاعدة بيانات UK Biobank، تم قياس مستويات أكثر من 2,900 بروتين مرتبط بعملية الشيخوخة في 11 جهازًا في الجسم، منها الدماغ، القلب، الرئتان والجهاز المناعي. أظهرت النتائج أن بعض الأعضاء قد تكون شابة حتى لو كان العمر الزمني للشخص أكبر، بينما قد تظهر أخرى علامات تقدم في السن مبكرة. وأوضحت الدراسة أن حوالي ربع المشاركين أظهروا علامات شيخوخة مبكرة في أكثر من جهاز، وهذا مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض والوفاة.

الدماغ والجهاز المناعي يبرزان كمؤشرين هامين لطول العمر

بحسب الدراسة، يعتبر الدماغ والجهاز المناعي من أهم الأعضاء التي تحدد مدى طول العمر. فعندما يحافظ الإنسان على شباب هذين الجهازين، يقل احتمال وفاته بنسبة تصل إلى 56%. كما أن الحفاظ على دماغ شاب يقلل بشكل كبير من فرصة إصابة بك مرض الزهايمر، بحيث تنخفض احتماليته بنسبة تصل إلى 74%. هذه النتائج تؤكد أهمية العناية بالصحة العقلية والجهاز المناعي للحفاظ على عمر أطول وجودة حياة أفضل.

العوامل الحياتية تؤثر على تقدم الأعضاء في السن

أكد الباحثون أن شيخوخة الأعضاء ليست قدرًا محتوماً، بل تتأثر بشكل كبير بأسلوب حياة الإنسان. فالتدخين، تناول الكحول، قلة النوم، والنظام الغذائي الذي يعتمد على اللحوم المصنعة، تسرع من عملية الشيخوخة. أما النشاط البدني المنتظم، تناول أسماك دهنية، والمكملات مثل فيتامين C وزيت كبد الحوت، فهي تساعد على تأخير تقدم الأعضاء في السن. وكلما زاد عدد الأعضاء التي تظهر عليها علامات التقدم في السن، زاد خطر الوفاة. إذ كان الأشخاص الذين يعانون من تدهور في 8 أجهزة أكثر عرضة للموت بمعدل 8 أضعاف مقارنة بمن حافظوا على شباب أعضائهم، مما يبرز أهمية المحافظة على صحة الأعضاء للتمتع بعمر أطول ومستقبل صحي أكثر.