تناول اللحوم وأثره على صحة الأمعاء
تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول اللحوم، خاصة تلك الخالية من الدهون، يمكن أن يكون أقل ضررًا على صحة الأمعاء مقارنةً باللحوم الحمراء والمصنعة التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وأمراض القلب. فعاليات الدراسة أظهرت أن نظامًا غذائيًا يعتمد على الدجاج يسبب انخفاضًا في تنوع البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وهو ما يؤثر على حماية الجسم من العدوى والأمراض. بالمقابل، تناول لحم البقر الخالي من الدهون يساهم في تعزيز البكتيريا الصحية وإنتاج الأحماض الأمينية الضرورية لوظائف الجسم، مما يجعله خيارًا أكثر سلامة للأمعاء.
نتائج الدراسات وتأثيرها على ميكروبيوم الأمعاء
أجريت دراسات على أفراد تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا، والتي أظهرت أن النظام الغذائي المبني على الدجاج أدى إلى انخفاض في تنوع الميكروبيوم وارتفاع مستويات البكتيريا الضارة، الأمر الذي يرتبط بأمراض مثل سرطان الأمعاء. أما النظام الغذائي المعتمد على لحوم البقر، فقد أظهر زيادة في بكتيريا بلوتيا المفيدة لحماية حاجز الأمعاء وتقليل الالتهابات. وتم تقييم نظامين غذائيين أحدهما يعتمد على الدجاج والآخر على لحم البقر، حيث تم طهي اللحوم بنفس الأساليب مثل الشواء والتحميص، واتباع فترات استراحة بين تناول كل نوع من اللحوم لتمكين الميكروبيوم من استعادة توازنه.
الآثار الصحية الأخرى لتناول اللحوم
أظهرت الأبحاث أن تناول الدجاج يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز، مما يسبب اضطرابات في مستويات السكر، وهو أمر خطير إذا ترك دون علاج لأنه قد يؤدي إلى نوبات وفقدان الوعي. إضافةً إلى ذلك، يُلاحظ أن تناول كميات كبيرة من الدجاج، خاصة أكثر من أربع حصص أسبوعيًا، يزيد من خطر الوفاة بسبب سرطانات الجهاز الهضمي، ويحتمل أن يكون السبب في ذلك ارتفاع درجات حرارة الطهي أو نوعية العلف المستخدم في تغذية الدواجن. ومع ذلك، تذكر الهيئات الصحية أن لحوم الحيوانات، عند استهلاكها بشكل معتدل ومتوازن، تظل مصدرًا هامًا للبروتين الغني بالفيتامينات الأساسية كفيتامين ب12.
توصيات صحية وتوجيهات لتناول اللحوم
تشجع الجهات الصحية على تقليل كمية اللحوم الحمراء إلى حوالي 70 جرامًا يوميًا، وهو ما يعادل شريحة رقيقة من اللحم المشوي، بدلًا من 90 جرامًا، لتقليل المخاطر الصحية. ويتم النصيحة باستخدام طرق طهي صحية مثل الشواء أو الطهي على نار هادئة لتقليل فقدان القيمة الغذائية والحفاظ على سلامة الأطعمة. مع ذلك، من المفضل تنويع مصادر البروتين بين اللحوم، والأسماك، والبقوليات، مع مراعاة التوازن الغذائي لتحقيق صحة جيدة وتقليل المخاطر المرتبطة بتناول اللحوم بشكل مفرط.