يُعتبر تجاهل أعراض الأنفلونزا باعتبارها مجرد برد عادي خطأ شائعًا، خاصة عندما تكون الأعراض خفيفة وتستمر لفترة قصيرة. لكن عندما تزداد حدة الأعراض وتطول لمدة أسابيع، ويتغير نمطها أو تزداد سوءًا، يصبح من الضروري البحث عن سبب أعمق لذلك. فهناك حالات قد تكون الأعراض مستمرة أو تتكرر، مما يستدعي فحصًا طبيًا دقيقًا لمعرفة ما إذا كانت تشير إلى مرض خطير، مثل نوع من السرطان، كسرطان الغدد اللمفاوية أو ليمفوما هودجكين. فقد تتشابه أعراض بعض السرطانات مع تلك التي تظهر في نزلات البرد، لذلك من المهم عدم الاستهانة بأي تغير غير معتاد، خاصة إذا استمرت الأعراض أو ظهرت على شكل كتلات غير مؤلمة في مناطق مثل الرقبة أو الإبط، أو ظهور حمى مستمرة، أو التعرق الليلي الزائد، أو فقدان الوزن غير المبرر، أو حكة الجلد المستمرة.

ما هو ليمفوما هودجكين؟

يُعدّ ليمفوما هودجكين نوعًا من السرطان الذي يتطور في الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من جهاز المناعة، ويبدأ غالبًا في الجزء العلوي من الجسم. يظهر عادةً في مرحلة الشباب بين عمر 20 و39 عامًا، ويصيب كبار السن فوق سن 65. تختلف نتائج المرض حسب مدى اكتشافه المبكر، حيث تصل نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى 80% بشكل عام، وترتفع إلى 93% عند الكشف المبكر. يتسم بسرعة التطور وسهولة التنبؤ به مقارنةً بأنواع أخرى من السرطانات اللمفاوية، ومع ذلك فإن أعراضه يمكن أن تكون متنوعة، وتتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا عند ظهورها.

أعراض ليمفوما هودجكين

يؤثر المرض على الغدد اللمفاوية، والتي غالبًا ما تتورم بدون ألم، وتظهر ككتلات مطاطية عادةً في الرقبة أو الإبطين أو الفخذ، ويمكن أن تكون جامدة أحيانًا. كما تتكرر حالات الحمى التي قد تتغير نمطها، وتظهر وتختفي على فترات، وغالبًا ما تكون مصحوبة بنوبات من التعرق الليلي غزير، يشبه الاستحمام، وقد تدوم لعدة أيام وتتكرر بشكل دوري. يرافق ذلك فقدان غير مبرر في الوزن، حيث يستهلك الجسم طاقة إضافية لمحاربة المرض، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الشهية وضعف الحالة الصحية بشكل عام. ويمكن أن تتسبب الحالة أيضًا في حكة جلدية مستمرة نتيجة لإفراز الجسم للسيتوكينات التي تثير النهايات العصبية في البشرة، مما يسبب الشعور بالحكة في أماكن مختلفة من الجسم، مثل اليدين أو الأرجل أو جميع الجسم.