تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول اللحوم الخالية من الدهون، مثل لحم البقر قليل الدسم، قد يكون أكثر فائدة لصحة الأمعاء مقارنة بالدواجن، خاصة في ظل ارتباط استهلاك اللحوم المصنعة والمحمصة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وأمراض القلب. أما اللحوم الحمراء كانت تعتبر حتى الآن مصدرًا أقل خطورة للبروتين، مع فوائد توفرها من الفيتامينات والمعادن.
تأثير اللحوم على ميكروبيوم الأمعاء
أجرت دراسة إسبانية تحليلًا على 16 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا حول كيفية تأثير نظامي غذائيين يعتمد أحدهما على الدجاج والآخر على لحم البقر على بكتيريا الأمعاء. بينت النتائج أن النظام الذي اعتمد على الدجاج أدى إلى تراجع تنوع البكتيريا المفيدة وازدياد البكتيريا الضارة، مما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مثل السرطان. بالمقابل، أظهرت نتائج النظام الذي يعتمد على لحوم البقر زيادة في نوع معين من البكتيريا يساهم في حماية الأمعاء من الالتهابات والأمراض.
وقد تم فرض فترات استراحة بين النظامين لإعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء. وأوضح الباحثون أن اللحوم الخالية من الدهون تدعم بكتيريا الأمعاء الصحية وتساعد على إنتاج الأحماض الأمينية الضرورية، والتي تعزز صحة الجهاز المناعي ووظائف الأمعاء.
الآثار الصحية لاستهلاك أنواع اللحوم المختلفة
رغم فوائد اللحوم الخالية من الدهون، توصلت دراسات إلى أن استهلاك الدواجن بشكل مفرط يرتبط بزيادة مخاطر الوفاة من عدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الأمعاء والمعدة، ويُعتقد أن ذلك قد يرجع لدرجات حرارة الطهي أو نوع العلف المستخدم. أما اللحوم الحمراء فهي غنية بالبروتينات والمعادن المهمة مثل الزنك والبوتاسيوم، وتوفر فيتامين ب12 الضروري لصحة الأعصاب والإنتاج الهرموني.
ووفقًا للهيئة الصحية الوطنية، فإن تناول لحوم حمراء غير مفرط يُعد جزءًا من نظام غذائي متوازن، ولكن يُنصح بتقليل الكمية الموصى بها إلى حوالي 70 جرامًا يوميًا، مع ضرورة الحرص على طرق الطهي الصحية والابتعاد عن عمليات التحميص والاحتراق التي ترفع من مستوى المواد الكيميائية الضارة.
الخلاصة
إن تناول اللحوم الخالية من الدهون، خاصة لحم البقر، يمكن أن يكون خيارًا جيدًا للحفاظ على صحة الأمعاء والجهاز المناعي، بشرط الالتزام بكميات معتدلة وطرق طهي صحية. ومع ذلك، ينبغي الحذر من الإفراط في استهلاك الدواجن، خاصة عند الطهي بدرجات حرارة عالية، نظراً لاحتمالية زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطانات. ينصح بمراجعة النظام الغذائي بشكل مستمر لضمان التوازن بين الفوائد والأضرار المحتملة، مع الالتزام بالتوجيهات الصحية المتعلقة بكميات وأنواع اللحوم المسموح بها.