تعد أعراض الأنفلونزا الشائعة غالبًا غير ملحوظة أو يتم تجاهلها، خاصة إذا ظهرت بشكل خفيف، لكن إذا استمرت لأسابيع وزادت سوءًا، فمن الضروري الانتباه والبحث عن سبب آخر. قد تكون هذه الأعراض مرتبطة بحالة صحية أكثر خطورة مثل نوع نادر من السرطان يُسمى سرطان الغدد الليمفاوية، وتحديدًا نوع ليمفوما هودجكين.
ما هو ليمفوما هودجكين؟
يُعدّ ليمفوما هودجكين نوعًا من السرطان ينشأ في الجهاز اللمفاوي، وهو جزء مهم من جهاز المناعة، حيث يتطور في الغدد اللمفاوية ويبدأ غالبًا في الجزء العلوي من الجسم. تختلف عن ليمفوما غير هودجكين في أنها تميل إلى التنبؤ بسرعة، وتبدأ عادةً في بداية مرحلة البلوغ بين سن العشرين إلى التاسعة والثلاثين، وتزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر. تزداد نسبة البقاء على قيد الحياة عند اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، حيث تصل إلى 93%، مقابل 80% إذا تم اكتشافه لاحقًا. لذلك، فإن التشخيص المبكر هام جدًا.
أعراض ليمفوما هودجكين
يُظهر المرض عادةً تورم غير مؤلم في الغدد اللمفاوية، والذي يظهر غالبًا في الرقبة أو الإبط أو الفخذ. غالبًا ما تكون الكتل غير مؤلمة، وذات ملمس مطاطي، وقد تظهر أحيانًا صلبة أو مشدودة. إضافةً إلى ذلك، قد يصاب المريض بحمى تستمر أو تتكرر، وتكون فصول الحمى غير مرتبطة برد فعل لعدوى أو مرض آخر، وقد تظهر أحيانًا بشكل نوبات، وتعود بشكل متكرر بعد فترات من الهدوء.
أعراض أخرى مرتبطة بالمرض
يعاني البعض من تعرق ليلي غزير، خاصةً أثناء الليل، بحيث يشبه الاستحمام قبل الاستيقاظ، ويحدث بشكل متكرر ليس مجرد تعرق بسيط، بل يزول ثم يعود ويستمر لأيام أو أسابيع. كما يُلاحظ فقدان وزن غير مبرر، ويشعر المريض بعدم القدرة على السيطرة على شهيته أو يجد جسمه يحرق سعرات أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى خسارة غير مفسرة في الوزن. يمكن أن تظهر أيضًا حكة في الجلد، نتيجة لإفراز الجسم لمواد كيميائية تُطلق استجابةً للمرض، خاصةً على الأيدي أو الأرجل أو كامل الجسم.
علامات مهمة يجب الانتباه لها
تعد التورمات غير المؤلمة في الغدد اللمفاوية، خاصةً إذا استمرت لأكثر من أسابيع، من العلامات التي تتطلب استشارة طبية فورية، حتى لو كانت مصحوبة بأعراض بسيطة أخرى مثل الحمى أو التعرق الليلي. استمرار الأعراض وتطورها هو ما يزيد من احتمالية وجود حالة صحية خطيرة يجب تقييمها بشكل دقيق.