دراسة توضح: أيهما أفضل لصحة الأمعاء الدجاج أم اللحم البقري؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول اللحوم الخالية من الدهون، مثل لحم البقر الخالي من الدهون، قد يكون أقل ضرراً على صحة الأمعاء مقارنةً بأنواع أخرى من اللحوم، حيث يعزز البكتيريا الصحية ويدعم إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية. ووجدت الأبحاث أن النظام الغذائي المعتمد على اللحوم البيضاء كالدجاج، لمدة تتراوح بين 8 أسابيع، يسبب انخفاضًا في تنوع الميكروبيوم المعوي ويؤدي إلى زيادة في البكتيريا الضارة، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الأمعاء. على النقيض، أدى الاعتماد على لحوم البقر إلى زيادة في بكتيريا تسمى بلوتيا، التي تلعب دورًا مهمًا في حماية حاجز الأمعاء وتقليل الالتهابات.

وأظهرت الدراسات أن تناول لحم البقر الخالي من الدهون يمكن أن يحسن صحة الأمعاء، حيث يدعم البكتيريا المفيدة ويحسن إنتاج الأحماض الأمينية، الضرورية لوظائف الجسم. في هذه الأبحاث، تم إعداد اللحوم باستخدام طرق طهي مشابهة، مثل الشواء والتحميص على نار هادئة، لضمان عدم تأثير طريقة الطهي على النتائج. وبينت النتائج أن مصادر البروتين والزيوت كانت متساوية في النظامين الغذائيين، مع استراحة تمتد لمدة 5 أسابيع بين فترتي النظام، حتى تعود بكتيريا الأمعاء إلى وضعها الطبيعي.

وقد أظهرت نتائج أخرى أن النظام الغذائي الذي يعتمد على الدجاج قد يؤثر سلبياً على قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز، وهو نوع من السكر، مما يتسبب في اضطرابات في مستويات السكر في الدم، والتي تُعتبر خطيرة إذا لم تُعالج، إذ قد تؤدي إلى نوبات وفقدان الوعي وخفقان القلب. كما تبين أن هذا النظام يقلل من إنتاج الأحماض الأمينية، وهي لبنات بناء البروتينات، مما يؤثر على وظيفة المناعة وصحة الأمعاء بشكل سلبي. أما بالنسبة للحوم البقر الخالي من الدهون، فهي تعزز البكتيريا الصحية وتدعم إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية، وتساهم في تحسين صحة الأمعاء بشكل عام.

الآثار الصحية لتناول اللحوم وأنماط الطهي

ورغم فوائد اللحوم بشكل عام، تشير الدراسات إلى أن تناول الدجاج بكميات كبيرة – أكثر من 300 جرام أسبوعياً، أي حوالي أربع حصص – مرتبط بزيادة خطر الوفاة بأمراض السرطان المختلفة، خاصة سرطانات الجهاز الهضمي. ويُعتقد أن ارتفاع درجات حرارة الطهي أو العلف المستخدم للدواجن قد يكونا سببين محتملين لهذا الخطر. أيضاً، تُظهر الأبحاث أن حوالي 21% من حالات سرطان الأمعاء سببها تناول اللحوم الحمراء والمعالجة، نتيجة وجود مواد كيميائية تدخل أثناء الطهي بدرجات حرارة عالية. ومع ذلك، تؤكد الهيئات الصحية أن استهلاك اللحوم باعتدال، خاصة ضمن نظام غذائي متوازن، يساعد على تزويد الجسم بالبروتينات الضرورية لبناء العضلات وإصلاحها، بالإضافة إلى توفير فيتامين ب12 المهم لصحة الجهاز العصبي.

وتنصح الجهات المختصة بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء من 90 إلى 70 جراماً يومياً، وهو ما يعادل شرائح رقيقة من اللحم المشوي، لتقليل المخاطر الصحية المحتملة. ومهما كانت المخاوف، يبقى تناول اللحوم جزءاً أساسياً من نظام غذائي متوازن إذا تم الحرص على نوعيتها وطرق الطهي المناسبة، بحيث يساهم في صحة الجهاز المناعي ويحسن أداء الوظائف الحيوية للجسم.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر