الدجاج أم اللحم البقري: دراسة تقارن فوائد صحة الأمعاء

تأثير اللحوم على صحة الأمعاء والنظام الغذائي

أظهرت دراسات حديثة أن تناول اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء والمصنعة، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأمعاء. لكن اللحوم الخالية من الدهون، مثل لحم البقر الخالي من الدهون والدجاج، تعتبر أقل ضررًا على الأمعاء مقارنة بالمصادر الأخرى. ووجدت الأبحاث أن النظام الغذائي الذي يعتمد على الدجاج يقلل من تنوع ميكروبيوم الأمعاء، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة بكتيريا ضارة وتهديد الحاجز المخاطي في الأمعاء، مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وأمراض أخرى.

أما لحم البقر الخالي من الدهون، فثبت أنه يدعم نمو البكتيريا الصحية ويحفز إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية، مما يعزز صحة الأمعاء بشكل عام. وفي دراسة إسبانية، قام الباحثون بمراقبة تأثير نظامين غذائيين لمدة 8 أسابيع، أحدهما يعتمد على الدجاج والآخر على لحم البقر، ووجدوا أن نظام الدجاج يسبب انخفاضًا في تنوع البكتيريا، بينما نظام لحم البقر يعزز بكتيريا مفيدة ويحسن حاجز الحماية في الأمعاء.

طرق الطهي وتناول اللحوم

تم إعداد اللحوم باستخدام طرق طهي موحدة مثل الشواء والتحميص والطهي على نار هادئة لضمان دقة النتائج، مع التوافق في القيمة الغذائية بين النظامين. وبعد فترة استراحة تمتد لخمس أسابيع، استأنف المشاركون تناول اللحوم بشكل معتدل، وظهر أن تناول الدجاج يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على معالجة السكر، مما يسبب انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم، وهو أمر يمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يُعالج بسرعة.

وفي المقابل، أشار الباحثون إلى أن لحم البقر الخالي من الدهون يعزز البكتيريا الصحية ويدعم إنتاج الأحماض الأمينية الضرورية لوظائف المناعة وصحة الأمعاء. وأكدت الدراسة أن إدخال لحوم البقر الصحية في نظام غذائي متوازن يمكن أن يكون مفيدًا للميكروبيوم وخفض مخاطر بعض الأمراض، رغم وجود قيود في الدراسات التي أُجريت.

مخاطر تناول الدجاج بشكل مفرط وتأثير سرطان الأمعاء

وفي جانب آخر، تشير الأبحاث إلى أن تناول الدجاج بشكل مفرط يمكن أن يضاعف خطر الوفاة بسبب نوع من السرطان، خاصة سرطان الأمعاء والمعدة. فالأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 300 جرام من الدواجن في الأسبوع، يعرضون أنفسهم لمضاعفة خطر الإصابة والأمراض المرتبطة بها، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى درجات حرارة الطهي العالية أو علف الدواجن المستخدم.

وتُظهر دراسات أخرى أن نسبة كبيرة من حالات سرطان الأمعاء ترتبط بتناول اللحوم الحمراء والمصنعة، والتي تحتوي على مواد كيماوية تتكون أثناء الطهي بدرجات حرارة عالية. لذلك، ينصح الخبراء بتقليل كمية اللحوم المستهلكة وتقديمها بشكل معتدل ضمن نظام غذائي متوازن لضمان استفادة الجسم من البروتين وفيتامين ب12 الضروريين لصحة الجهاز العصبي وإصلاح العضلات.

نصائح عامة لتناول اللحوم

تهدف الإرشادات الحالية إلى خفض استهلاك اللحوم الحمراء إلى حوالي 70 جرامًا يوميًا، وهو ما يعادل شرائح قصيرة من اللحم المشوي، لتعزيز الصحة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة، مع الحفاظ على توازن الغذاء وتوفير البروتينات الضرورية لجسم الإنسان.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر