عندما تتعامل مع عدة مديرين يوجهونك في نفس الوقت، ينشأ دائمًا توتر وضبابية في الأولويات، مما يصعب عليك تنظيم عملك بشكل هادئ وفعال. في ظل وجود توجيهات متضاربة وتوقعات متفاوتة، يصبح من الضروري أن تتبع خطوات واضحة ومهنية تساعدك على الحفاظ على توازنك المهني.
كتابة التعليمات بوضوح
تثبيت جميع التعليمات والتوجيهات بشكل مكتوب، سواء عبر البريد الإلكتروني أو في دفتر خاص، يمنحك مرجعية ثابتة يمكن الرجوع إليها في أي لحظة. فالتوثيق يعزز من احترافك ويميزك كشخص منظم يعرف مسؤولياته ويؤدي دوره بجدية، كما أنه وسيلة دفاع سليمة إذا تعرضت لمساءلة غير دقيقة أو سوء فهم. يساعدك التوثيق أيضًا على مراجعة تفاصيل المهام، مثل التوقيت والصيغة، مما يسهل إدارة التداخلات بين الطلبات.
طلب توضيح الأولويات
لا تتردد في سؤال مديرك عن أولوية المهام التي تتلقاها، حتى لو بدا الأمر كأنه رفض أو اعتراض. هذه الخطوة تظهر وعيك بضغوط العمل ورغبتك في تقديم أداء متميز، وتساعد المدير على إعادة تقييم الطلبات وترتيبها بشكل منطقي. كما تحميك من الانهيار النفسي الناتج عن تحميلك مهام فوق قدراتك، وتوضح أن لديك فهمًا واضحًا لمسؤولياتك.
الاحتفاظ بحياد مهني
لا تتحدث عن أحد المديرين بشكل يعبّر عن تفضيل أو تحميلهم بمسؤولية التوتر، فالتصرف بحياد يجعل منك موظفًا محترفًا يُحترم من الجميع. حافظ على لغة جسد هادئة، واستخدم كلمات مختارة بعناية، ولا تظهر انزعاجك من التعليمات أو تتحدث بشكل سلبي عن أي طرف. الحياد يعزز ثقة زملائك ومديريك بك، ويخلق بيئة عمل أكثر توازنًا وشفافية.
إبلاغ المديريْن بتداخل المهام
عندما تتلقى أكثر من مهمة في وقت واحد، عليك التواصل مع كلا الطرفين بشكل واضح و مهني. أخبرهما بوجود أعباء متداخلة واطلب منهما ترتيباً منطقياً للأولويات، مع تجنب الشكاوى أو اللجوء إلى مهاجمة الأقسام الأخرى. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: أريد تنفيذ المهمتين بجودة عالية، لكن لدي تداخل في الوقت، هل تفضل أن أقدم إحداهما قبل الأخرى؟ بهذه الطريقة، تحافظ على مهنيتك وتجنب وضع نفسك في موقف حرج.
الاعتماد على المدير المباشر
في حال ازدياد التداخلات وتضارب التعليمات، يرجع الحل دائمًا إلى مديرك المباشر. فهو يمتلك الرؤية الأشمل، و صلاحية حسم التداخلات وتحديد المسؤوليات بشكل واضح. عدم التصرف بدون استشارة معه، وإبلاغه بوضع المهام، يعكس وعيك واحترافيتك، ويبرهن على اهتمامك بجودة العمل وصورة القسم، بدل أن تصبح عرضة للأخطاء الناتجة عن الإرباك أو إهمال التعليمات.