كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن ممارسة بعض الأنشطة البدنية اللطيفة مثل اليوغا والتاي-تشي والمشي يمكن أن تساهم بشكل فعال في تحسين جودة النوم، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الأرق.
اعتمدت الدراسة على مراجعة 22 تجربة سريرية شارك فيها 1348 شخصًا، وركزت على مقارنة 13 نوعًا من العلاجات. تضمنت هذه العلاجات أنشطة رياضية مثل الجري ورفع الأثقال، إضافة إلى علاجات أخرى كالطب الأيروفيدي والتدليك والعلاج المعرفي السلوكي (TCC). تبيّن أن العلاج السلوكي هو الأكثر فاعلية في زيادة مدة النوم، إلا أنه غير متوفر دائمًا بسبب الحاجة إلى مختصين مؤهلين.
فعالية الأنشطة البدنية في تحسين النوم
ظهرت اليوغا كخيار فعال، حيث ساعدت المشاركين على زيادة مدة نومهم بحوالي ساعتين، ورفعت كفاءتهم في النوم بنسبة تقارب 15%. يعود هذا التأثير إلى تركيز اليوغا على التنفس الهادئ والانتباه الذهني، مما يقلل من مستويات القلق والاكتئاب التي تعوق نوم الإنسان العميق.
أما التاي-تشي، فقد أظهر نتائج مماثلة، حيث يقلل من تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي ويعزز حالة الاسترخاء للذهن والجسد، ما يسهم في تحسين جودة النوم.
المفاجئ أن المشي والجري، على الرغم من طبيعتهم الحركية العالية، أظهرا قدرتهما على تقليل حدة الأرق بنحو 10 نقاط، وذلك بفضل تقليل مستوى الكورتيزول وزيادة إفراز الميلاتونين، وهو هرمون تنظيم النوم، بالإضافة إلى تعزيز النوم العميق.
يؤكد الباحثون أن ممارسة هذه الأنشطة، لسهولة ممارستها وقلّة آثارها الجانبية، يمكن أن تصبح خيارات علاجية رئيسية لمشكلة الأرق، بدلًا من أن تكون مجرد وسائل داعمة أو إضافية.
