استكشف سحر فاليتا، المدينة التي تجمع بين التاريخ والجمال
تمثل فاليتا متحفًا حيًا في الهواء الطلق، حيث تتناغم أروقتها ومعالمها السياحية مع عبق التاريخ، وتلفت انتباه الزوار بجمالها الأخّاذ. تزين العمارة الباروكية جميع أرجائها، وتضم المدينة العديد من المباني التاريخية التي تستحق الاستكشاف. على الرغم من مساحتها الصغيرة، التي لا تتعدى كيلومترًا واحدًا على شبه الجزيرة، إلا أنها مليئة بالمعالم التاريخية الرائعة، ووصفتها اليونسكو بأنها واحدة من أكثر المناطق التاريخية كثافة في العالم، مضيفة إياها إلى قائمة مواقع التراث العالمي. ستجد فيها من اللوحات الفنية المذهلة والكنائس والقصور الأوروبية ما يثير إعجابك ويجعلك تتوق لاستكشافها.
تاريخ وتأسيس المدينة
أسست فاليتا عام 1565 على يد فرسان القديس يوحنا، وما تزال محتفظة بطابعها الذي يعود إلى القرن السادس عشر. تطل أسوارها المحصنة على البحر الأبيض المتوسط، وتوفر بيئة مثالية لقضاء عطلة تجمع بين الراحة والاستكشاف، حيث تتجول بين الشوارع الصغيرة الخلابة، وتتناول الأطعمة المحلية مع فنجان من القهوة في المقاهي الساحرة المنتشرة في المدينة.
الهوية الثقافية والتطور العصري
مرت فاليتا عبر التاريخ بمراحل متعددة من الاحتلال، وتفخر اليوم باستقلالها الذي تحقق عام 1964. تعتبر المدينة اليوم القلب الإداري والتجاري للجزر، حيث يختلط فيها السكان المحليون والسياح للاستمتاع بالثقافة النابضة بالحياة والمتاجر الصغيرة والمقاهي المميزة. بعد الاستثمارات الأخيرة، أصبحت فاليتا أكثر أمانًا وجاذبية، وشاركت في عام 2018 باعتبارها عاصمة الثقافة الأوروبية إلى جانب ليواردن في هولندا، مع فعاليات ثقافية على مدار العام أدت إلى ازدهار المدينة بشكل كبير.
أفضل أوقات زيارة فاليتا
يمكن زيارة فاليتا في جميع فصول السنة، لكن الأفضل هو في شهور مايو ويونيو ويوليو وسبتمبر وأكتوبر، حيث تكون الأجواء معتدلة وتتاح للزوار فرصة استكشاف المدينة خارج فترات العطل المدرسية. تتميز مالطا بصيف جاف وشتاء معتدل، حيث تصل درجات الحرارة إلى حوالي 32 درجة مئوية في الصيف و23 درجة في الشتاء.
أماكن سياحية تستحق الزيارة
تضم فاليتا العديد من المعالم التاريخية والفنية، وتعد بمثابة عاصمة الثقافة الأوروبية، حيث تم إدراج المدينة بأكملها كموقع تراث لليونسكو. من أبرز الأماكن التي يجب زيارتها متحف الألعاب، الذي يعرض مجموعة متنوعة من الألعاب القديمة، ويقدم للأطفال فرصة للتعرف على تاريخ الألعاب عبر العقود، حيث يحتوي على سيارات دинка وورق والكثير من المجموعات القديمة. كما يوجد متحف البريد الذي يروي تاريخ النظام البريدي في مالطا منذ القرن السادس عشر، ويتميز بتصميمه الباروكي، ويحتوي على مناطق تفاعلية للأطفال ومعارض فنية مؤقتة على مدار العام.
الواجهة البحرية ومسرح مانويل
يمتد كورنيش فاليتا المسمى ووترفرونت على طول الساحل، ويتميز بألوانه الزاهية التي تعكس المنتجات الأصلية للمباني، ويعد مكانًا مثاليًا للاسترخاء مع تناول الطعام في المطاعم المتنوعة. يضم أيضًا متاجر أصلية حول المباني القديمة. يُعد مسرح مانويل من أقدم المسارح الأوروبية، ويتميز بتصميمه الفريد من نوعه، حيث يتكون من قاعة بيضوية مزينة بأوراق ذهبية وسقف يشبه القبة المستديرة، ويقدم عروضا باللغتين الإنجليزية والمالطية، من أوبرا ومسرحيات موسيقية.
حصن سانت إلمو والمتاحف العسكرية
تزخر مالطا بالمتاحف الحربية، ومنها حصن سانت إلمو، الذي يعرض تاريخ الجزيرة عبر العصور، مع مجموعة من الأسلحة والسيارات الحربية القديمة مثل سيارة “هاسكي” وجيب روزفلت والطائرات، ليحكي قصة صفات الجزيرة وتحولتها التاريخية.
أنشطة سياحية ممتعة في فاليتا
إلى جانب زيارة المتاحف والتعرف على العمارة، يمكنك الاستمتاع بجولات المشي عبر المدينة، حيث يسهل تفويت بعض المناطق المهمة بسبب كثافتها التاريخية، ويقودك مرشد محلي خلال هذه الجولة إلى مواقعها الأبرز ويصحبك عبر حدائق باراكا العليا والسفلى، موفرًا لك نظرة عميقة على تاريخ المدينة. يمكنك أيضًا القيام بجولة بحرية حول جراند هاربور، حيث تختبر مناظر خلابة للحصون، ويشمل ذلك عرض فيلم “تجربة مالطا” الذي يعرض تاريخ الجزيرة على مدار 7000 سنة، مع التركيز على منطقة الميناء والحصون القديمة. كما تنظم فاليتا ليالي فنية في دار الأوبرا أو المسرح، حيث يمكنك الاستمتاع بمشاهدة عروض الأوبرا والمسرحيات الموسيقية والمشاركة في ورش العمل المتنوعة، مع الحفاظ على تراثها الفني الذي يعيد بناء مسرحها التاريخي بعد تدميره في الحرب العالمية الثانية، ويقدم اليوم فعاليات ثقافية عالمية المستوى.