تطوير طابعات ثلاثية الأبعاد لمواجهة هدر الطعام
يعمل نوع جديد من الطابعات ثلاثية الأبعاد على مساعدة الأسر في تقليل هدر الطعام من خلال تحويل بقايا الطعام إلى أدوات منزلية أنيقة، مثل الأكواب وقواعدها. ففي عام 2019، أنتجت الولايات المتحدة 66 مليون طن من نفايات الطعام، تتكدس معظمها في مكبات النفايات، مما يسبب انبعاثات كبيرة لثاني أكسيد الكربون يعادل انبعاثات 42 محطة طاقة بالفحم، حسب تقارير وكالة حماية البيئة الأمريكية.
ابتكار طابعة Foodres.Ai وتحويل النفايات إلى أدوات مدهشة
تم تطوير طابعة ثلاثية الأبعاد مزودة بالذكاء الاصطناعي من قبل باحثين بمعهد ماساتشوستس، وتعمل على تحويل بقايا الطعام إلى منتجات مطبخية. يُطلق على هذا الجهاز اسم Foodres.Ai، ويهدف إلى إعادة استخدام النفايات قبل وصولها إلى المدافن أو مراكز التسميد، مما يعزز دعم الاقتصادات المحلية المستدامة. يوضح المصمم بيرو كاو أن المنتج يتجاوز مجرد إعادة التدوير، إذ يشارك المجتمعات المحلية بنشاط في ممارسات بيئية يومية.
تعمل الطابعة مع تطبيق جوال يلتقط صور النفايات ويحدد محتواها، بحيث يقوم النموذج الذكي بتحليل الصورة واقتراح وصفات لاستخدام المكونات، ويمكن للمستخدمين اختيار قوالب جاهزة أو تصميم منتجات خاصة، مع إمكانية تخصيص اللون والملمس وفقًا للمواد المتاحة. بعد اختيار المنتج، يضيف الجهاز تلقائيا مواد طبيعية ويحولها إلى عجينة بلاستيكية حيوية، ثم يُشكلها عبر نظام بثق ثلاثي المحاور يسخن ويطبع المنتج النهائي. تُفتح لوحة على جانب الجهاز لاستلام المنتجات، وتتم العملية بضغطة زر واحدة، وهو ما يجعلها سهلة حتى للمبتدئين.
تطورات مبهرة في مجال الطابعات ثلاثية الأبعاد
شهدت تكنولوجيا الطابعات الثلاثية تطورات مذهلة، ففي عام 2023، كشفت جامعة كولومبيا عن طابعة متطورة يمكنها طباعة اللحوم والخضروات والجبن بشكل موثوق، وصولا إلى إنتاج كعكة جبن صالحة للأكل بشكل تقريبي. كما أن شركة Food Ink البريطانية أطلقت أول مطعم من نوعه يطبع كامل الأطباق والأواني، حيث طُبعت مجموعة من الأطباق والوجبات من تسعة أصناف، ويتوقع أن تصبح هذه الطابعات جزءا أساسيا من مطبخ المنازل قريبا.
استخدامات واسعة في مجالات متعددة
لا تقتصر تطبيقات الطابعات ثلاثية الأبعاد على الطعام فقط؛ حيث تستخدم في الرعاية الصحية لإنشاء جلد وأوعية دموية اصطناعية عبر الطباعة، ويتوقع أن تتطور الأعضاء ثلاثية الأبعاد القابلة للطباعة بالكامل في المستقبل القريب. هذه التطورات تدل على أن تكنولوجيا الطباعة الثلاثية يمكن أن تغير الكثير من مجالات حياتنا، وتساهم بشكل فعال في تقليل النفايات وتحقيق الاستدامة.