تُعاني حصوات الكلى من مشكلة شائعة تبدأ غالبًا في منتصف العمر، إلا أنها أصبحت تُشخص بشكل متزايد لدى الشباب، سواء كانوا طلابًا أو موظفين. يرجع ذلك إلى تغييرات في أساليب الحياة، مثل قلة شرب السوائل، تناول أطعمة غير صحية، والاعتماد على الوجبات السريعة. كما أن الإفراط في تناول البروتين، وسوء استخدام المكملات الغذائية، عوامل تؤثر على صحة الكلى وتزيد مخاطر تكوّن الحصوات، وقد يؤدي إهمال الأعراض المبكرة مثل ظهور الدم في البول إلى تفاقم الحالة وتدهور صحة الكلى.
الأسباب الرئيسية لظهور حصوات الكلى بين الشباب
يُعد الجفاف من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تكون حصوات الكلى، خاصةً عند قلة شرب الماء لدى الشباب، خاصةً الطلاب وموظفي المكاتب الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات. يؤدي نقص السوائل إلى انخفاض إنتاج البول، مما يتركز المعادن مثل الكالسيوم والأوكسالات في الكلى، فتتصلب وتتحول إلى حصوات. وتزداد المشكلة مع ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الترطيب اليومية. كما أن اختيار الطعام غير الصحي يلعب دورًا مهمًا، حيث يكثر الشباب من تناول الوجبات السريعة، والأطعمة المالحة، والمصنعة، والمشروبات المحتوية على السكريات، مما يرفع نسبة الكالسيوم والأوكسالات في البول، ويقلل من مستوى السترات التي تمنع تشكل الحصوات. ويؤدي الإفراط في تناول البروتين الحيواني، خاصة اللحوم الحمراء، أو اتباع حميات غنية بالبروتين، إلى خفض السترات، مما يزيد خطر التكوّن. كذلك، يسهم الإسراف في استخدام المكملات الغذائية، خاصةً تلك التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د والبروتين، دون استشارة طبية، في رفع احتمالية تكون الحصوات، خاصةً مع قلة شرب الماء.
تجاهل علامات التحذير المبكرة
يجب عدم إهمال أعراض مثل آلام في الخاصرة، أو إحساس بالحرقان أثناء التبول، أو ظهور دم في البول، أو التهابات المسالك البولية المتكررة، فهي علامات يمكن أن تشير إلى وجود حصوات. إذ أن العديد من الشباب يخلطون بين تلك الأعراض وبين إجهاد العضلات أو ضغوط الحياة، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص وخسارة فرصة العلاج المبكر.
الخرافات الشائعة حول حصوات الكلى
هناك اعتقاد خاطئ بأن تناول الحليب يسبب الحصوات، ولكن في الواقع، تناول الكالسيوم المعتدل من منتجات مثل الحليب يُساعد على ربط الأوكسالات في الأمعاء، مما يقلل المخاطر. كما أن الاعتقاد بأن حصوات الكلى تصيب كبار السن فقط أو أصحاب التاريخ العائلي غير دقيق، خاصة مع ارتفاع مستويات التوتر وقلة شرب الماء في المجتمع الحالي. فقلة السوائل، وتناول الأطعمة المالحة، والاعتماد على النظام الغذائي غير الصحي، كلها عوامل تزيد خطر التكوين، ويجب تصحيح تلك المفاهيم لوقاية الشباب من المشكلة.