كيف تكسب ثقة ابنك المراهق وتجعله يتحدث إليك بحرية؟.. كن قدوة في الصراحة

تغيرات في شخصية المراهقين وأثرها على العلاقة مع الأهل

يبدأ المراهقون في تغيير شخصياتهم بشكل كبير، مما يجعل التواصل معهم أكثر حساسية وتعقيدًا مقارنة بفترة الطفولة. يتساءل الأهل غالبًا عن موعد تحول أبنائهم الذين كانوا يشاركونهم كل شيء إلى شخص يكتفي بكلمات قليلة ويحب الانعزال. لكن هذه التغيرات طبيعية وتعكس رغبتهم في اكتشاف هويتهم واستقلالهم، فهي ليست موجهة ضد الوالدين. مع ذلك، يظل القلب بحاجة إلى الحوار والإرشاد والاحتواء، ولكن بأسلوب يناسب مرحلة النضج الجديدة. لذلك، إذا أردت أن يحتفظ ابنك المراهق بثقتك ويتحدث معك بارتياح، فهناك بعض النصائح الفعالة التي تُساعد على بناء جسر من الثقة والدفء بينكما.

نصائح للتواصل مع المراهقين بشكل فعّال

ابدأ بالمصارحة والصراحة، فكن قدوة في الحديث عن يومك وشارك معه مواقفك الشخصية، حتى ولو كانت بسيطة، لكي يشعر أن الحديث الصادق مساحة آمنة تُبنى على الثقة والاحترام المتبادل. لا تتعجل في الوصول للمواضيع العميقة، بل ابدأ بالأحاديث البسيطة التي تخص اهتماماته، مثل الألعاب الإلكترونية، الأفلام، أو المقاطع المضحكة، لكي يشعر أنك تقترب من عالمه وتساعده على فتح قلبه لاحقًا. استمع جيدًا دون إلقاء محاضرات أو مقاطعة، فالمراهق يبحث عن من يستمع إليه ويشعره بأنه مهم. ركز على الإيجابيات، وامتدح تصرفاته الجيدة وشجعه على الاستمرار، فهذه الكلمات تعزز ثقته بنفسه وتفتح له الأبواب التي كانت مغلقة سابقًا.

طرق تيسير التواصل وتوطيد العلاقة

تجنب إصدار الأحكام، وابتعد عن الانتقادات التي قد تؤدي إلى فقدان الثقة، خاصة أمام الآخرين. شارك معه نقاط ضعفك وتجاربك الشخصية التي مررت بها، مما يجعله يدرك أن الكبار أيضًا يمرون بصعوبات ويخطئون أحيانًا. غير أسلوب أسئلتك، فبدلاً من الأسئلة التقليدية، استخدم أسئلة مفتوحة تُعبّر عن اهتمام حقيقي، مثل: “ما أكثر شيء أسعدك اليوم؟” أو “هل كان هناك شيء ضايقك في المدرسة؟” لكي يشعر أنه مَسموع ويعبّر عن نفسه بحرية. المحافظة على الصبر وعدم اليأس ضروري، فالثقة لا تُبنى في يوم وليلة، والتكرار والمثابرة يرسلان له رسالة أن وجودك دائم إلى جانبه، ومع الوقت، يتحول الصمت إلى حديث والانعزال إلى مشاركة.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر