تقف شجرة متوشالح، إحدى أقدم الكائنات الحية غير المستنسخة على وجه الأرض، في قلب صحراء كاليفورنيا على ارتفاع عالٍ بين جبال “وايت ماونتنز” شرق الولاية، في منطقة سرية داخل غابة إنيو الوطنية. لا تظهر على الشجرة علامات عمرها القديم، لكنها تمثل رمزًا للبقاء والصمود منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، حيث ينسب إليها أن تكون نبتت قبل حوالي 2830 قبل الميلاد، أي قبل بناء أهرامات الجيزة.
موقع وشكل الشجرة
تتواجد الشجرة ضمن غابة إنيو الوطنية الممتدة على مساحة تقارب مليوني فدان، بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، وتحيط بها مناظر طبيعية فريدة من نوعها، وتضم منطقة تعرف باسم “حوض الصنوبر بريستلكون العظيم” حيث تنمو أشجار صنوبر عمرها طويل. وعلى الرغم من أن الزوار يستطيعون المشي لمسافة تصل إلى 4.5 أميال على مسار يُعرف بـ”حلقة متوشالح”، إلا أن الموقع الدقيق للشجرة يظل سريًا ضمن سياسة حماية من دائرة الغابات الأمريكية، بهدف الحفاظ على البيئة المحيطة.
الطبيعة والمسار
يعتبر المسار الذي يؤدي إلى الشجرة مسارًا جبليًا ذا صعوبة معتدلة، ويقع على ارتفاع يزيد عن 9000 قدم فوق مستوى سطح البحر، مما يتطلب إعدادًا بدنيًا جيدًا، بالإضافة إلى استعداده لمواجهة الشمس والماء الكافي. يفتح هذا المسار موسمياً من نهاية الربيع حتى خريف كل عام حسب الظروف المناخية، ويُوصى به لمن يتمتعون بلياقة بدنية ويدركون طبيعة التضاريس المرتفعة.
مميزات الشجرة وأهميتها العلمية
تُصنف متوشالح ضمن أشجار الصنوبر المخروطية النادرة التي تستطيع العيش في بيئات قاسية، فهي مقاومة لدرجات حرارة متطرفة وللتربة الفقيرة، وتتعرض لرياح قوية على ارتفاعات عالية. يحدد العلماء عمرها عبر عدد الحلقات السنوية في جذعها، حيث تظهر كل حلقة مع اقتراب عام جديد. وكانت تعتبر سابقًا أقدم شجرة على وجه الأرض، إلا أن دراسات حديثة كشفت عن وجود أشجار أخرى من ذات النوع يُعتقد أنها أقدم منها، رغم أن مواقعها سرية لحمايتها.
الرمزية والأهمية
لا تمثل متوشالح مجرد شجرة قديمة، بل تعد رمزًا للثبات عبر آلاف السنين، وجزءًا مهمًا من التراث الطبيعي والعلمي في الولايات المتحدة. تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العميق، وتُعتبر مقصدًا هامًا للباحثين وعشاق الطبيعة، من أجل دراسة خصائص الأشجار النادرة وفهم بيئاتها القاسية التي استطاعت اجتيازها عبر الزمن.