قصور القلب المزمن: أسباب تزايد الأعراض ليلاً وأهم النصائح للسيطرة عليها

يدخل قصور القلب المزمن ضمن المشاكل الصحية التي تزداد خطورتها مع نمط الحياة السريع والمجهد الذي نعيشه اليوم. على عكس النوبات القلبية المفاجئة التي تظهر بشكل حاد، يتطور قصور القلب على مراحل تدريجية وقد يمر دون أن يُلاحظ حتى يأتي بشكل حاد، خاصة ليلاً، عندما يكون الجسم في حالة راحة ويعمل القلب بشكل مختلف عن ساعات النهار.

الأسباب وتأثير النوم على قصور القلب المزمن

عند النوم، ينتقل جزء من سوائل الجسم من الساقين إلى منطقة الصدر، مما يرفع الضغط على الرئتين والقلب، وهو ما يتسبب في صعوبة التنفس وزيادة عبء العمل على القلب الضعيف، وهو ما يعرف بضيق التنفس الليلي الانتيابي، الذي يسبب استيقاظاً مفاجئًا مع شعور بضيق التنفس أو اضطرابات في التنفس عند الاستلقاء.

وفي أثناء النوم، ينخفض معدل ضربات القلب، مما يقلل من كفاءة ضخ الدم، وهو ما يضر الأشخاص الذين يعانون من ضعف عضلة القلب. كما تزداد رغبة المرضى في التبول ليلاً، حيث يؤدي تراكم السوائل إلى كثرة التبول واضطراب أنماط النوم. وتؤدي حالات مثل انقطاع النفس أثناء النوم إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد القلب ويضعفه أكثر.

الأعراض المبكرة التي تظهر ليلاً

تظهر علامات قصور القلب المبكرة بشكل أوضح خلال الليل، من بينها ضيق التنفس عند الاستلقاء، حيث يحتاج المريض إلى استخدام عدة وسائد أو النوم على كرسي متحرك لتسهيل عملية التنفس. كما يواجه اضطرابات عند التبول الليلي والكثير من الاستيقاظ نتيجة تراكم السوائل، مع وجود تسارع في ضربات القلب وألم وضيق في الصدر، خاصة أثناء الاسترخاء العميق ليلاً. ويشعر المريض بالتعب والإرهاق عند الاستيقاظ رغم النوم طوال الليل، بسبب ضعف تدفق الدم وانخفاض مستوى الأكسجين في الجسم.

الرجال والنساء والخطورة ليلاً

تشير الدراسات إلى أن الرجال قبل سن الخامسة والأربعين أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب، لكن بعد هذا العمر، يصبح الخطر متساويًا بين الرجال والنساء، خاصة بعد انقطاع الطمث عند النساء، حيث تتغير الهرمونات وتزيد نسبة تعرضهن للأمراض القلبية. لذلك، فإن مراقبة الحالة القلبية ليلاً تعتبر ضرورية للجميع.

مراحل قصور القلب وتأثيره الليلي

تبدأ المشكلة عادة بطريقة خفيفة في المرحلة الأولى، تظهر خلالها أعراض بسيطة مثل ضيق التنفس أو زيادة التبول، والتي قد لا يلاحظها المريض أثناء النهار. مع تطور الحالة، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا، مع ظهور ضيق التنفس أثناء الاستلقاء، ويحتاج المريض إلى وسائد أكثر، أو يستيقظ وهو يلهث للهواء. في المراحل المتقدمة، يصبح النوم مضطربًا جدًا مع نوبات متكررة من ضائقة القلب، ويحتاج المرضى إلى تدخل طبي عاجل أو إجراءات مثل زرع القلب.

كيفية حماية القلب أثناء النوم

يجب رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية أو سرير ينخفض بزوايا مريحة، للمساعدة على تقليل تراكم السوائل وتسهيل التنفس. كما ينصح بمراقبة كمية السوائل التي يتناولها المريض وعدم الإفراط في الشرب قبل النوم، لتقليل التورم والبول الليلي. ويجب تقليل استهلاك الملح للمساعدة على تقليل احتباس الماء، مع الحفاظ على أوقات ثابتة للاستيقاظ والنوم لتنظيم وظيفة القلب والأوعية الدموية. من المهم أيضًا إجراء فحوصات دورية لمراقبة حالة القلب وجودة النوم، خاصة إذا لاحظ المريض تدهورًا في حالته ليلاً.

تغييرات نمط الحياة لتحسين النوم والحفاظ على القلب

تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على تحسين صحة القلب بشكل عام، مع تجنب التدخين، الذي يسبب اضطرابات في النوم ويضعف عضلة القلب. كما تُعتبر إدارة التوتر باستخدام تقنيات التنفس العميق أو التأمل وسيلة مهمة لمنع ارتفاع ضغط الدم خلال الليل. ويجب الانتباه إلى اضطرابات النوم المحتملة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، لأنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك، فإن الكشف المبكر والتعامل مع هذه المشكلات يساهم بشكل كبير في حماية القلب من المضاعفات أثناء الليل.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر