يعتبر الصراخ على الأطفال أسلوبًا غير فعال في التربية، حيث يسبب العديد من المشاكل على المدى الطويل. فالصراخ يركز على إحداث الخوف بدلاً من فهم الطفل وتوجيهه بطريقة إيجابية، مما يخلق فجوة عاطفية بين الوالدين والطفل ويبعدهما عن المشاركة والتفاهم.
آثار الصراخ على الطفل
عندما يُصرخ على الطفل، يشعر بالخوف والارتباك والتهديد، وليس بمشاعر الحب والطمأنينة. يبدأ في التشكيك بقيمته الذاتية ويربط بين الحب والخوف، مما يؤدي إلى تقليل ثقته بنفسه ويجعله يربط رفض عواطف الوالدين بسلوكه، مما يسبب داخله شعورًا بالذنب أو العار، حتى وإن لم يدرك ذلك بشكل واعٍ.
الأضرار النفسية الناتجة عن التكرار
الطفل الذي يُربَّى على الصراخ يعاني من القلق المستمر، حيث يتوقع توبيخًا في أي لحظة، ويصبح أكثر ترددًا وخوفًا عند التجربة أو ارتكاب الخطأ. كما قد يطور عنادًا أو ينسحب من التفاعل مع الآخرين، وتصبح علاقته مع والديه أكثر برودة مع ظهور مسافة عاطفية بينهما.
لماذا نلجأ إلى الصراخ وهل هو فعال؟
يلجأ بعض الأهل إلى الصراخ لافتقادهم السيطرة أو كوسيلة لضبط السلوك بسرعة، معتقدين أنه الحل الأسرع، ولكنه لا يحقق نتائج جيدة على المدى البعيد. إذ يُنتج سلوكًا يعتمد على الخوف والتراجع، بدلًا من التفاعل الإيجابي والتفاهم.
البدائل الفعالة في التربية
التواصل الهادئ مع الطفل يثمر استجابة أكثر فعالية، حيث يتفاعل الطفل بشكل أفضل مع الكلمات الواضحة والحنونة. شرح أسباب المنع أو العقاب يساعده على فهم القواعد، مما يجعل التعاون أسهل. وضع قواعد ثابتة واتباعها يعزز الشعور بالأمان، ويحتاج الوالدان إلى ضبط انفعالاتهما ليكونا أكثر هدوءًا.
ختاماً
تظل الطفولة مرحلة أساسية لبناء الشخصية، ويجب أن تتسم التربية فيها بالحب والاحترام. فالصوت المنخفض والكلام اللطيف، مع معاملة الأبناء كما نحب أن نُعامَل، يساهم في تنمية الثقة والاحترام، ويخلق بيئة صحية نفسيًا وتربويًا تسهم في بناء شخصية الطفل بشكل سليم.