أثار تقرير أمريكي حديث ضجة واسعة عندما أعلن عن وجود مواد مثبطة للاشتعال في العديد من أدوات المطبخ المصنوعة من البلاستيك الأسود، مما أدى إلى مخاوف متزايدة حول احتمال تلويثها للمأكولات وتأثيرها على الصحة.
انتشرت بسرعة عناوين تحث على التخلص الفوري من هذه الأدوات، لكن موقع The Post أكد أن التقرير كان مليئًا بالأخطاء وسوء الفهم. فالدراسة التي نشرت في مجلة Chemosphere حلّلت 203 قطعة بلاستيكية سوداء، منها أدوات مطبخ، ووجدت مركبات تحتوي على عنصر البروم، وخصوصًا مادة BDE-209 المحظورة في أوروبا على أدوات تلامس الطعام.
لكن المشكلة كانت في طريقة عرض النتائج، حيث أظهرت العينة أن 17 من أصل 200 تحتوي على هذه المادة، أي أقل من 10٪، بينما الصحف نسبتها بشكل خاطئ إلى 85٪. وكان من غير الواقعي إجراء اختبار غمر الأدوات في زيت مغلي لمدة 15 دقيقة، مما زاد من الشكوك حول مصداقية النتائج.
استنادًا إلى ذلك، اعتبر الباحثون أن التعرض اليومي يمكن أن يصل إلى 34700 نانوجرام من مادة BDE-209، وهو شبه قريب من الحد المزعوم المسموح به، البالغ 42000 نانوجرام، لكنهم أخطئوا في النقل حيث كان الحد الصحيح 420000 نانوجرام، أي 10 أضعاف الرقم المذكر.
تصحيحات وتحليلات علمية
كشف اختصاصي الكيمياء جو شوارتز ومقدم البرامج روجيرو روليني عن وجود أخطاء واضحة في التقديرات الأولية، وبعد التصحيح تبين أن نسبة المواد المثبطة للاشتعال في الأدوات أقل من 2٪ من الحد الحقيقي المسموح، مما يضعف حدة المخاطر المزعومة. وعلى الرغم من ذلك، استمر الجدل وازداد الخوف غير المبرر من استخدام أدوات المطبخ السوداء.
يُذكر أن أدوات المطبخ التي تُستخدم في أوروبا تخضع لفحوصات صارمة بموجب معايير MOCA، ولا يُسمح باستخدام أنواع البلاستيك غير الموصى بها أو غير المعتمدة، مما يضمن سلامة المنتجات وعدم وجود مواد ضارة فيها.
وبناءً عليه، لا داعي للتخلص من ملاعق المطبخ السوداء أو الأدوات البلاستيكية، إذ أن الحقائق العلمية تشير إلى أن هذه الأدوات آمنة للعمل طالما استُخدمت وفق المعايير الصحية المعتمدة، وأن المخاطر المبالغ فيها لا أساس لها من الصحة.