يشكل شرب الماء جزءًا أساسيًا من صحة الجسم ووظائفه، حيث يساعد في تنظيم درجة حرارته، نقل العناصر الغذائية والفضلات، وتحسين عملية الهضم، بالإضافة إلى تليين المفاصل ودعم وظائف الدماغ وغيرها من العمليات الحيوية الضرورية. تعد الكليتان من الأعضاء الحيوية التي تعمل على مدار الساعة لتصفية الفضلات، موازنة الأملاح، وتنظيم ضغط الدم، ولهذا فإن الحفاظ على صحة الكلى يتطلب ترطيبًا جيدًا للجسم، إذ إن نقص الماء يسبب تراكم السموم ومشاكل صحية متعددة مثل ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم ومشاكل العظام. حرصًا على صحة الكلى، يُنصح بالمواظبة على استهلاك كمية مناسبة من الماء حسب العمر، النشاط، والحالة الصحية، مع مراعاة أن احتياجات الترطيب تختلف من شخص لآخر.
دور الترطيب في دعم صحة الكلى
تُعد العادات المتعلقة بشرب الماء من أهم العوامل التي تساعد في الحفاظ على صحة الكلى، حيث إن تناول كمية كافية من الماء يساهم في حماية هذه الأعضاء من تلفها، ويقلل من خطر الإصابات مثل حصوات الكلى والالتهابات البولية. فالكلى تصلّي حوالي 50 جالونًا من الدم يوميًا وتساعد في إخراج الفضلات والسوائل الزائدة عبر البول. لذلك، فإن الحفاظ على رطوبة الجسم يقلل من تركيز المواد الضارة مثل اليوريا والصوديوم، ويضمن أداء وظائفها بشكل فعال، مع تجنب ارتفاع خطر تراكم السموم والتعرض لمشاكل صحية مستقبلًا.
الأبحاث والتوصيات الحديثة حول شرب الماء
ربطت دراسات عديدة بين تناول كميات كافية من الماء وتحسين صحة الكلى، حيث أظهرت أن زيادة السوائل تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، رغم أن الإفراط في شرب الماء قد يؤدي إلى نقص صوديوم الدم، خاصة لمن يعانون من مشاكل في الكلى. فيما كانت النصيحة التقليدية تتحدث عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا، أظهر العلم أن الاحتياجات الفعلية تختلف حسب العمر، الوزن، مستوى النشاط، الطقس، والأمراض المصاحبة. فالشخص النشيط، أو الذي يعيش في جو حار، يحتاج إلى مزيد من السوائل، بينما ينصح بعض الأطباء بتركيز الاستهلاك على 1.5 إلى 2 لتر يوميًا للبالغين الأصحاء، مع زيادة الكمية عند وجود أمراض أو حالات صحية تتطلب ذلك.
فوائد الماء للكلى والمخاطر الناتجة عن نقصه أو زيادته
تساعد الكلى عبر شرب الماء في تخليص الجسم من السموم، وتسهيل عملها، وتقليل احتمالية تكون الحصوات، خاصة إذا تم استهلاك كميات مناسبة من الماء بشكل منتظم. إذ إن قلة شرب الماء تؤدي إلى بول داكن ورائحة كريهة، وزيادة خطر التهابات المسالك البولية وتكوين الحصوات، فضلاً عن تلف الكلى على المدى الطويل. على العكس، فإن الإفراط في تناول الماء، خاصة لمن يعاني من أمراض الكلى، يمكن أن يسبب اضطرابات في توازن الصوديوم ويؤدي إلى مشاكل أخرى. لذلك، من المهم الالتزام بكميات مناسبة تتناسب مع الحالة الصحية لكل شخص، والاستشارة الطبية عند الحاجة.
الكمية الموصى بها من الماء يوميًا
وفقًا لموقع مايو كلينك، يحتاج الرجال إلى حوالي 3.7 لتر من الماء يوميًا، بينما تحتاج النساء إلى حوالي 2.7 لتر، ويشمل ذلك المشروبات والأطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات. ينصح الأطباء بتناول من 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا للبالغين الأصحاء، مع زيادة الكمية في المناخات الحارة أو أثناء ممارسة النشاط البدني، أو عند وجود أمراض في الكلى أو ظروف صحية تتطلب ذلك. ويجب الانتباه إلى علامات الجفاف مثل البول الداكن، الشعور بالعطش، التعب، أو الدوخة، إذ إن تلك الأعراض تستدعي زيادة استهلاك الماء.