تتابع شركة Meta التي يترأسها مارك زوكربيرج سباقها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعرضت مؤخرًا لأكبر صفقة استقطاب موهبة مع عالم الذكاء الاصطناعي الشاب مات ديتيكي، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، بعرض قيمته 250 مليون دولار للانضمام إليها.
رفض ديتيكي بشكل مبدئي عرضًا من زوكربيرج كان قيمته حوالي 125 مليون دولار على مدى أربع سنوات، لكن بعد مقابلة مع مؤسس فيسبوك، قام زوكربيرج بمضاعفة العرض إلى حوالي 250 مليون دولار، مع إمكانية دفع 100 مليون دولار في العام الأول وحده، مما جعله أحد أكبر عروض التوظيف في تاريخ الشركات، حسب صحيفة نيويورك تايمز.
تعليقًا على ذلك، أشار البروفيسور ديفيد أوتور من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن دفع رواتب عالية لمختصّي الذكاء الاصطناعي يعكس مستوى التنافس الشديد في المجال، ويُقال إن الأمر بات يشبه “انتقام العباقرة”.
مراحل عمل ديتيكي وإنجازاته
بعد تركه دراسة الدكتوراه، عمل ديتيكي في معهد ألين للذكاء الاصطناعي في سياتل، حيث قاد تطوير نظام Molmo، وهو روبوت محادثة متعدد الوسائط قادر على معالجة الصور، والأصوات، والنصوص، وهو النظام الذي تتطلع ميتا إلى تطويره بشكل مشابه.
وفي نوفمبر الماضي، أسس ديتيكي شركة Vercept التي تركز على تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين يعملون عبر الإنترنت، ونجحت الشركة في جمع 16.5 مليون دولار من مستثمرين منها إريك شميدت، المدير التنفيذي السابق لجوجل، مع عدد من الموظفين الذين يقترب عددهم من العشرة.
تم تكريمه لإسهاماته في مجالات البيانات ثلاثية الأبعاد، والبيئات الافتراضية، والنماذج متعددة الوسائط، حيث حصل على جائزة الورقة البحثية المتميزة في مؤتمر NeurIPS 2022، وهي واحدة من أعلى الجوائز في أبحاث الذكاء الاصطناعي.
استراتيجية ميتا في التنافس بالذكاء الاصطناعي
توضح الصفقة الكبيرة مع ديتيكي مضمون خطة ميتا في التنافس على تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث أنفقت الشركة أكثر من مليار دولار لبناء فريق من خبراء عالميين، بينهم رومينغ بانغ، الذي ترك عمله في آبل للانضمام إلى ميتا مقابل حزمة تعويضات تتجاوز 200 مليون دولار.
وفي تقرير الأرباح الأخير، أعلنت ميتا أن إنفاقها الرأسمالي سيصل إلى 72 مليار دولار بحلول عام 2025، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالسنوات السابقة، مما يعكس التزام الشركة بالاستثمار في هذا المجال.
وفي مكالمة مع المستثمرين، أوضح مارك زوكربيرج أن الشركة تتجه لبناء فريق من النخبة الموهوبة، مؤكدًا أهمية المنافسة الشرسة على أفضل الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي، لسد الحاجة إلى مئات أو آلاف الباحثين لبناء تقنيات جديدة ومتطورة.
