انتشرت مؤخرًا قصة تدّعي أن سيدة استخدمت كبسولة تحت الجلد لمنع الحمل، مع أن المرأة كانت تتناول حبوب منع الحمل وكانت على وشك إجراء ربط لقناتي فالوب، إلا أنها تفاجأت بحمل في ثلاثة توائم. وعلى رغم أن بعض الأشخاص قد يجدون القصة غريبة أو طريفة، فإن أطباء نساء وتوليد يحذرون من تداولها على أنها واقع، مؤكدين أن الجمع بين أكثر من وسيلة هرمونية بهذه الصورة غير ممكن علميًا، ويُعدّ خطرًا على الصحة.
تصريحات الأطباء حول صحة وسيلة الحمل
يؤكد دكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد في قصر العيني، أن مثل هذه القصص تمثل خطرًا على وعي المجتمع، لأنها غير منطقية من الأساس. الجمع بين الكبسولة الهرمونية والحبوب وربط الأنابيب ثم الحمل بتوائم ليس واردًا على المستوى العلمي، فكل وسيلة لها آلية عمل خاصة، فالكبسولة تفرز هرمون البروجستيرون بشكل مستمر وتصل فعاليتها إلى أكثر من 99.5%. أما حبوب الحمل فهي بحاجة لانتظام صارم وتكون فعالة جدًا عند الاستخدام الصحيح. وربط الأنابيب إجراء دائم يتم بعد فحوصات دقيقة، بينما اللولب هو الوسيلة الأكثر استخدامًا ويعمل بشكل خاص بناءً على نوعه وحالة المرأة.
مستحيل علميًا الحمل في ثلاثة توائم من وسائل منع الحمل
يضيف دكتور عمرو أن الحمل الطبيعي في توائم منخفض جدًا، أما الحمل بثلاثة توائم دون استخدام منشطات أو تلقيح صناعي فهو نادر جدًا، مع وجود وسيلتين فعالتين، يصبح التبويض قريبًا من الصفر، وهو أمر غير ممكن علميًا. وتؤدي هذه القصص إلى تشويش السيدات وتؤدي إلى تخلي بعضهن عن وسائل الحماية الآمنة، مما يعرض صحتهن لمضاعفات خطيرة ويقلل من الاعتماد على وسائل منع الحمل الصحيحة.
مخاطر الجمع العشوائي بين وسائل منع الحمل
يحذر أطباء من أن الجمع العشوائي بين وسيلتين هرمونيتين يعرّض الجسم لمخاطر جسيمة، خاصة إذا كانت المرأة تعاني من تاريخ عائلي للأورام. فقد يتسبب ذلك في نزيف، خلل هرموني، اضطرابات في الدورة الشهرية، وحتى سرطانات. كما يمكن أن تظهر الأعراض مثل الصداع المزمن، اضطرابات المزاج، ارتفاع ضغط الدم، أو الاكتئاب، نتيجة خلل في جرعة الهرمونات غير المبررة طبيًا. وهكذا، فإن أي محاولة لتجميع وسيلتين دون استشارة طبية تُشكّل خطرًا حقيقيًا على الصحة.
كيفية اختيار وسيلة الحمل المناسبة
يؤكد دكتور حسام الشنوفي أن اختيار وسيلة منع الحمل يجب أن يكون من خلال استشارة الطبيب المختص، بعد إجراء تحاليل وفحوصات كاملة، مع مراعاة طبيعة جسم المرأة ومستوى هرموناتها، وحالة التبويض، وفرص الحمل لديها. إذ أن الطبيب هو من يحدد الوسيلة الأنسب بناءً على صحتها وسلامتها، ولا يمكن تجربة وسائل مختلفة بشكل عشوائي، لأن ذلك يهدد صحتها ويعرضها لمضاعفات خطيرة.
نصائح الأطباء والمزيد من المعلومات
يجمع الأطباء على أن وسيلة واحدة فعالة، عند استخدامها بشكل صحيح، تكفي لمنع الحمل بنسبة تتجاوز 99%. كما أن الحمل في توائم مع وسيلتين فعاليتين يعد أمرًا غير ممكن من الناحية الإكلينيكية، وأن المعلومة الطبية ينبغي أن تتسم بالجدية والوعي، ويجب أن تعتمد السيدات على تقييم شامل من خلال الطبيب، بدلًا من الاعتماد على قصص شعبية أو تجارب غير مدروسة. وأهمية عدم تجربة وسائل منع حمل من تلقاء النفس، فلابد من استشارة الطبيب وفحص الحالة بشكل كامل قبل اتخاذ القرار النهائي لتحقيق السلامة الصحية.