يؤمن الجميع أن الموت بيد الله وحده، وأنه لا أحد يملك القدرة على منع قضاء الله المحتوم. فالموت حقيقة لا مفر منها، والإيمان بقضاء الله وقدره شيء متفق عليه في كل الأديان والثقافات. إلا أن بعض المجتمعات حاولت على مر الزمن أن تبتكر وسائل أو قرارات غريبة تتعلق بموضوع الموت، سواء بهدف لفت الانتباه إلى مشاكل متعلقة بالمقابر أو لأسباب رمزية.

قرية لانجارون الإسبانية وتحديها للموت

في عام 1999، أصدَر العمدة السابق لقرية لانجارون بالمغرب، قرارًا غير مسبوق يحظر الموت على سكان القرية، وذلك بعد معاناة طويلة من نقص الأراضي المخصصة للدفن. اعتبر هذا المرسوم بمثابة محاولة لجذب انتباه السلطات المختصة إلى أزمة المقابر التي تعاني منها القرية، حيث نص على أن يُطلب من السكان العناية بصحتهم والامتناع عن الوفاة حتى توفر البلدية أماكن دفن جديدة. أكد العمدة أن قرار الحظر رمزي وأن الأمر النهائي بيد الله، لكن هذا القرار استطاع أن يترك بصمة واضحة على هوية القرية، رغم أن لا حالات تمت معاقبتها بسبب مخالفة الحظر.

تحول القرار إلى هوية للقرية

بات من المعروف أن قرية لانجارون تعتمد على مقبرتها الوحيدة، وازدهرت شهرتها إلى جانب كونها مقصد سياحي يجذب الزائرين. مع أن الحال الطبيعي يقتضي أن الموت حق إلهي لا راد له، إلا أن هذه القرية أرادت أن تذكر بالمسؤولية التي تقع على عاتق الإنسان، دون أن تتعدى ذلك إلى فرض حظر فعلي أو عقوبات، مؤمنة بأن القضاء بيد الله وحده.

نماذج أخرى من قرى تميزت بمواقف مماثلة

لا تقتصر قصة لانجارون على ذلك، فقد ورد أن في بلدة لونجييربين النرويجية، منذ عام 1950، يُحظر الموت لأسباب علمية، حيث تتجمد الجثث في التربة الصقيعية، مما يحفظ الفيروسات والأمراض، ويقلل من خطر تفشي الأمراض المعدية.

الاختلافات السياحية والطبيعية

تشتهر لانجارون بمياهها المعدنية العلاجية، وتُعتبر من المناطق التي تجمع بين الطبيعة الخلابة والغرابة في القرارات التي اتخذت منها. أما في أماكن أخرى، فتستمر طبيعة الموت في أخذ مساره الطبيعي، لكن قصص مثل هذه تبرز كيف تتعامل بعض المجتمعات مع مفهوم الموت، بشكل رمزي أو موضوعي، رغبة منها في إثارة النقاش أو العمل على حل أزمات معينة.