ارتفاع استخدام الأطفال للشاشات قد يساهم في التوحد الافتراضي.. استراتيجيات الوقاية

يحذر الخبراء من ظاهرة جديدة تسمى “التوحد الافتراضي”، والتي تظهر لدى الأطفال نتيجة فرط تعرضهم للشاشات من سن مبكرة، ويظهر هؤلاء الأطفال سلوكيات قد تشبه التوحد التقليدي، إلا أن الأسباب تختلف تمامًا. أولًا، تُعد هذه المشكلة ناتجة عن قلة التفاعل الحقيقي مع الآخرين، حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام التلفزيون، الهواتف، أو الحواسيب بدلاً من اللعب والتواصل المباشر، الأمر الذي يضعف مهاراتهم الاجتماعية ويتسبب في تأخرهم في الكلام وضعف الانتباه. بخلاف اضطراب طيف التوحد الذي هو حالة نمائية مستمرة وطويلة الأمد، يُعتبر التوحد الافتراضي حالة مؤقتة يمكن علاجها بزيادة النشاط الواقعي وتقليل وقت الشاشات.

تأثيرات وأعراض التوحد الافتراضي

تشمل علامات هذه الحالة تأخر الكلام أو استخدام مفردات محدودة، وتجنب التواصل بالعين، وقصر مدة الاهتمام، وصعوبة التفاعل مع الآخرين، كما يظهر على بعض الأطفال انسحاب اجتماعي ومشكلات في فهم أو اتباع التعليمات، وهي أعراض قابلة للتحسن إذا قلل الأطفال من استخدام الشاشات وزادت فرص التواصل المباشر. ومع ذلك، فهؤلاء الأطفال عادة يحتاجون إلى دعم وتدخل لفترة طويلة، تشمل علاجًا مخصصًا لاحتياجاتهم، لتحسين مهاراتهم الاجتماعية والانفعالية.

علاقة التوحد الافتراضي باضطراب طيف التوحد

على الرغم من التشابه في السلوكيات، فإن السبب الأساسي لاضطراب طيف التوحد هو عوامل وراثية أو عصبية، ويستمر طيلة الحياة، ويؤثر على طريقة التواصل والتفاعل مع الآخرين بشكل دائم. أما التوحد الافتراضي فهو حالة مؤقتة ترتبط بمدة التعرض المفرط للشاشات أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، وعند تقليل تلك المدة، تتحسن سلوكيات الأطفال بشكل واضح، ويعودون تدريجيًا إلى مستوى طبيعي من التفاعل الاجتماعي.

كيف يمكن التعرف على العلامات والأعراض

من بين العلامات الشائعة للتوحد الافتراضي تأخر نطق الكلام أو محدودية المفردات، وتجنب الاتصال بالعين، وانخفاض الاهتمام باللعب مع الآخرين، والانطواء الاجتماعي، مع وجود صعوبة في فهم أو تنفيذ التعليمات. وعادةً ما تظهر هذه العلامات عند الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، قبل أن يُظهروا استجابة وتفاعل أقل مع البيئة المحيطة بهم، ويمكن تصحيح الحالة عبر تقليل الوقت المخصص للأجهزة وتنشيط التفاعل الواقعي ووجهاً لوجه.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر