السعي وراء حب الفنون والعمل بها
يجتهد كل طالب يسعى للحصول على شهادته والعمل بما يحبه ويشغفه، خاصة في مجالات تتطلب عشقًا واهتمامًا عميقًا، كالكلية الفنية. فهي ليست مجرد دراسة، بل رحلة تعبير عن الذات وتطوير للمواهب من خلال العلم والعمل الدؤوب على مشروع التخرج الذي يعكس شغف الطالب وقوة إيمانه بفنه.
قصة أميمة عبد العظيم ومشروع تخرجها
تخرجت أميمة عبد العظيم، البالغة من العمر 23 عامًا، من كلية فنون جميلة قسم جرافيك، تخصص رسوم متحركة وفنون الكتاب. استلهمت مشروع تخرجها من رواية الأيام لطه حسين، حيث حولت الرواية إلى عمل بصري حديث يعبر عن معاناة الطفل الذي لم يُحتَضن، من خلال لغة فنية تجمع بين الألوان والتقنيات الرقمية لتقديم قصة إنسانية مؤثرة.
مكونات مشروع التخرج وكيفية تنفيذه
بدت أميمة مشروع تخرجها في البداية باستخدام ألوان الجواش، حيث رسمت أحداث الرواية بطريقة حديثة ومبتكرة، وركزت على التعبير عن الألم والجوع والخذلان الذي يعاني منه البطل، ثم أعادت رسم الرواية باستخدام تقنية الديجيتال، مع الحرص على أن يكون العمل يعكس تفاصيل الحالة النفسية والاجتماعية للمشاهد والشخصيات. لم يكن مشروعها مقتصرًا على سرد القصة فقط، بل كان تعبيرًا عن مشاعر الأطفال والأشخاص الذين مروا بظروف قاسية واحتاجوا إلى السند والاهتمام.
هدف المشروع والمضمون العميق خلفه
كان الهدف من العمل أن يشعر المشاهدون خصوصًا الجيل الجديد، بمعاناة الأطفال الذين يمرون بمراحل صعبة في حياتهم، ولي يعرفوا أن وراء كل قصة مأساوية هناك أمل ونور. ركزت على مشاهد من طفولة طه حسين، مثل لحظة عدم قدرته على تحمل ألم قطرة العين التي أدت إلى العمى، ووصف العالم الذي لم يره، وصوت الشيخ الذي داله على الصمت، وكلها من المشاهد التي تحمل قسوة الوحدة والحزن. لم يكن الهدف فقط استعراض الرواية، بل إيصال رسالة إنسانية عميقة حول الحاجة للمحبة والاهتمام بالشباب والتوعية بمعاناة الآخرين.
الرسائل والعبر المستفادة من الرواية
توضح أميمة أن فيها عبرًا كثيرة من خلال تفاصيل الرواية، فهي تحمل نورًا وأملًا خاصة في رحلة طه من العتمة إلى النور، حين التقى بالشيخ الذي آمن به، وسوزان التي أصبحت الحب والدعم في حياته. ترمز الرواية إلى أن رحلة الإنسان في حياته تتشابه مع رحلة البطل، حيث تتخللها دروس من الصبر والإيمان والتقرب من الله، وتذكير دائم بأن الضوء يأتي بعد الظلام، وأن الأمل لا يفارق من يسعى ويؤمن بمستقبله.
فكرة تحويل الرواية إلى مشروع تخرج
عبرت أميمة عن رغبتها في تحويل الرواية إلى مشروع تخرج لأنها شعرت بأنها تتحدث عن تجاربها الشخصية، وأنها تعيش الحالة نفسها من الشعور بعدم الفهم أو الوحدة، وقالت إن القراءة فيها كانت تحسسها بأنها لا تقرأ قصة طه حسين فحسب، ولكن قصة حياتها، مهدت طريقها نحو حلمها في الفن وتحقيق ذاتها. كانت تتمنى أن يرى الجميع أن الفن ليس مجرد هواية، بل وسيلة للتعبير عن المشاعر، وفهم العالم بشكل أعمق، وساعدها ذلك على تحقيق هدفها بالانتقال من الدراسة النظرية إلى التطبيق العملي، والعمل على مشروع يعبر عن حبها وشغفها.
الانتقال من كلية الآداب إلى فنون جميلة
بدأت رحلتها الأكاديمية في كلية أداب جامعة عين شمس، لكن لم تجد ذاتها هناك، وكان يداخلها شعور بأنها تضيّع وقتها، وأرادت أن تتخصص في مجال الفن. حاولت إقناع عائلتها بتحويل الكلية، لكنهم رفضوا خوفًا من إهدار السنوات، وأملوا أن تكمل دراستها في تخصص نظري. لِذلك قررت أن تعمل وتوفر المال للتحويل، حتى حققت حلمها، وأكدت أن الفن هو طريقها لتحقيق ذاتها والتعبير بحرية عن مشاعرها من خلال الإبداع الفني والعمل المستمر على مشاريعها.