علامات خفية لمرض السكري لدى النساء
يبدأ ظهور مرض السكري في الجسم بصورة تدريجية، وغالبًا ما تكون الأعراض غير واضحة أو تظهر بشكل غير مباشر. تُعاني العديد من النساء من علامات غير تقليدية تبدو كأنها مشكلات صحية أخرى، مثل مشكلات جلدية، أو حالات مهبلية، أو تقلبات في المزاج، وغالبًا ما يتم تجاهلها لأنها تُشبه أعراض متلازمة ما قبل الحيض أو غيرها من الحالات الصحية العابرة. لذا، فإن التعرف المبكر على تلك العلامات وفهمها أمر ضروري لإدارة الحالة الصحية بشكل فعال.
عدوى الخميرة المتكررة والتهابات المسالك البولية
تعد العدوى بالخميرة المهبلية المتكررة من العلامات المبكرة التي تؤشر إلى احتمالية وجود ارتفاع في مستويات السكر في الدم، إذ توفر مستويات السكر المرتفعة بيئة مناسبة لنمو الخميرة بشكل مستمر، وتميل الإصابات إلى التكرر حتى بعد العلاج. من ناحية أخرى، تزداد احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية نتيجة لارتفاع السكر، إذ يسهل على البكتيريا النمو والتكاثر، ويصعب على جهاز المناعة مقاومتها. استمرار الالتهابات مع عدم استجابة للمضادات الحيوية يُعد علامة على ضرورة فحص مستويات السكر في الدم.
جفاف المهبل والتغيرات الجلدية
يعوق ارتفاع السكر توازن الهرمونات ويؤثر على الأعصاب، ما يمكن أن يتسبب في جفاف المهبل وتهيج الأنسجة، مع انخفاض الرغبة الجنسية وظهور حرقان غير عادي. تظهر تغيرات الجلد أيضًا، خاصة تصبغات داكنة مخملية على الرقبة والإبطين والفخذ، وهي علامة على مقاومة الأنسولين التي تسبق غالبًا الإصابة بمرض السكري. بالإضافة إلى ذلك، تظهر علامات جلدية أخرى مثل الشواك الأسود التي تعتبر مؤشراً على ارتفاع مستويات الأنسولين ومقاومة الجسم للأنسولين المستشري.
متلازمة تكيس المبايض والتعب المزمن
تعاني بعض النساء من اضطرابات هرمونية مصاحبة لمقاومة الأنسولين، مثل متلازمة تكيس المبايض التي تتسبب في اضطرابات في الدورة الشهرية، وزيادة شعر الجسم والوجه، وزيادة الوزن، خاصة حول البطن. يحدث أيضًا تعب غير مفسر يظهر بشكل مستمر، ويُشعر النساء بالخمول والضعف رغم وجود مستويات مرتفعة من السكر بالدم، وهو علامة على خلل في قدرة الخلايا على امتصاص الجلوكوز، مما يسبب نقص الطاقة والإرهاق المزمن.
تغيرات المزاج وصعوبة الرؤية
تؤثر تقلبات سكر الدم على كيمياء الدماغ، فتسبب تقلبات في المزاج، وانفعال، وحتى شعور بالاكتئاب. تظهر أيضًا مشاكل في وضوح الرؤية نتيجة لتغير مستويات السوائل في العين أو مجسمات العدسة، وتختفي أحيانًا وتزداد أحيانًا أخرى، وهو مؤشر على ضرورة فحص مستويات السكر. كما أن التغيرات المؤقتة في الرؤية قد تتطور إلى تلف دائم في الأوعية الدموية بالشبكية إذا استمرت الحالة دون علاج.
بطء شفاء الجروح والشعور بالخدر
يؤثر ارتفاع مستوى السكر على تدفق الدم، مما يقلل من فعالية عملية التئام الجروح والخدوش البسيطة، خاصة في القدمين أو الأرجل، وقد يتعطل الشفاء ويصبح الجرح مفتوحًا لفترة أطول من المعتاد. تظهر أيضًا خدر أو وخز في الأطراف خاصة عند الليل، نتيجة لتلف الأعصاب الناتج عن ارتفاع السكر المستمر، مما يُعد من علامات اعتلال الأعصاب السكري التي يجب الانتباه لها والتعامل معها مبكرًا.
الأضرار التي قد تنتج عن تجاهل أعراض مرض السكري
عدم التعامل مع أعراض مرض السكري بشكل جدي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل أمراض القلب والسكتة الدماغية، وتلف الأعصاب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشاكل في الكلى، وأمراض العين التي قد تصل إلى العمى، وضعف القدرات الحركية، واضطرابات في الحمل والخصوبة. لذلك، ينبغي على النساء الانتباه للأعراض المبكرة والتوجه للفحص الطبي فور ظهور علامات غير معتادة، خاصة الالتهابات المتكررة، والتغيرات الجلدية، والتعب المستمر، من أجل التشخيص المبكر والحفاظ على صحة الجسم.
