كشفت دراسة علمية أن متوسط عمر بداية استخدام الشباب للهواتف الذكية هو 11 عامًا، مما يجعل هذه الأجهزة جزءًا من حياتهم منذ الطفولة المبكرة. وفي بعض الحالات، يُدخل الأطفال إلى عالم الهواتف الذكية وهم في سن الثالثة، وهو ما أدى إلى تغييرات جذرية في مفهوم الطفولة والمراهقة. تظهر الدراسات أن العديد من هؤلاء الأطفال يحملون أفكارًا عدوانية ويشعرون بالانفصال عن الواقع، نتيجة للاستخدام المبكر لهذه التقنية.
تأثير الهواتف الذكية على الصحة النفسية
بعد أن أظهرت العديد من الدراسات أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يؤثر سلبًا على صحة الشباب النفسية خاصة عندما يبدأون في استخدامها قبل سن 13 عامًا، بدأ بعضهم باللجوء إلى الهواتف القديمة البسيطة. يعكس هذا الاتجاه وعيًا متزايدًا بالمخاطر التي تصاحب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، ورغبة في تحقيق توازن أكثر وعيًا مع استخدامها. ومع ذلك، يختلف رأي الشباب حول هذا التوجه؛ إذ يفضل بعضهم هواتف حديثة لما تحتويه من تطبيقات وخدمات كالملاحة وتصفح الإنترنت، في حين يراها آخرون عائقًا يقلل من التواصل الحقيقي ويشعرهم بالإحراج عند التعامل مع الآخرين غير المرتبطين بالتكنولوجيا الحديثة.
تعديلات على وظائف الهواتف الذكية
لخلق تجربة أبسط وتخفيف الاعتماد التكنولوجي، قام بعض المستخدمين بتعديل هواتفهم الذكية، حيث قاموا بحذف التطبيقات الأساسية وتعطيل الميزات الذكية، ليصبح الهاتف أشبه بالهواتف التقليدية القديمة. تأتي هذه التعديلات كرد فعل على الرغبة في تبني أسلوب حياة أبسط وتقليل السموم الرقمية الناتجة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة.
العودة إلى الهواتف البسيطة و فوائدها
يطلع التوجه نحو استخدام الهواتف البسيطة على خلفية الحاجة للتخلص من السموم الرقمية وتقليل المشاكل الصحية والنفسية المرتبطة بالإفراط في استخدام الهواتف الذكية. يختار بعض المراهقين الهواتف التقليدية التي لا تتيح الاتصال بالإنترنت أو التطبيقات المعقدة، مما يساعدهم على الابتعاد عن الإشعاعات والضغوط الرقمية. وأظهرت تجارب أن التوقف عن استخدام الهواتف الذكية وزيادة الاعتماد على الهواتف البسيطة يساهم في زيادة الوقت الذي يقضونه مع العائلة، ويُحسن من الأداء الدراسي، ويجعلهم أكثر حضورًا وانتباهًا في الحياة اليومية.
تحسين الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية
يؤكد خبراء أن الرجوع إلى الهاتف البسيط يقلل من وقت الشاشة، ويحسن النوم، ويركز على أنشطة الحياة الواقعية. كما أن هذا التوجه يزيد من الرفاهية العامة، ويعزز العلاقات الاجتماعية المباشرة، ويجعل الأفراد أكثر تواصلًا مع من حولهم، مما يؤدي إلى حياة أكثر توازنًا وراحة نفسية.