أكدت دراسة حديثة أن استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كبدائل للعلاج النفسي يتزايد بشكل كبير، إلا أن خبراء الصحة النفسية حذروا من مخاطر قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل بدلاً من حلها، خاصة عندما يتم الاعتماد عليها دون إشراف متخصص.
أشارت صحيفة “الغارديان” إلى حادثة بلجيكية وقعت في عام 2023، أودت بحياة رجل كان يعاني من قلق بيئي، إذ استمر في الحديث مع روبوت ذكاء اصطناعي لأسابيع. أظهرت هذه الحادثة المخاطر المحتملة لاستخدام التكنولوجيا في حالات الأزمات، خاصة حين يكون التدخل البشري غائبًا.
وقعت حادثة مشابهة في فلوريدا هذا العام، عندما قتل رجل على يد الشرطة نتيجة لمعتقدات وهمية تكوّنت لديه حول وجود كائن افتراضي في روبوت دردشة، الأمر الذي يعكس خطورة الاعتماد المطلق على هذه التكنولوجيا دون رقابة أو تقييم من قبل المختصين.
المخاطر والتحديات المرتبطة بالروبوتات الذكية في المجال النفسي
ظهر مصطلح جديد هو “الذهان الناتج عن ChatGPT”، في إشارة إلى حالات دفع مستخدمين نحو اعتقادات خاطئة أو سلوكيات ضارة نتيجة التفاعل المستمر مع روبوتات تهدف إلى زيادة التفاعل وتأجيج العواطف، دون تقديم نقد أو تصحيح للمعلومات.
أظهرت دراسات، منها واحدة من جامعة ستانفورد نُشرت في أبريل، أن روبوتات اللغة الكبيرة قد تقدم ردوداً غير مناسبة أو خطرة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل الهلوسة أو الأفكار الانتحارية أو الوسواس القهري، لأنها مصممة لتكون مطيعة وموافقة دايمًا، مما يزيد من خطورة وضعهم.
نقص اللمسة الإنسانية وتأثيراتها
قالت ساهرا أودوهيرتي، رئيسة جمعية علم النفس الأسترالية، إن بعض المرضى يلجأون لاستخدام روبوتات المحادثة كبديل للعلاج النفسي بسبب ارتفاع التكاليف أو صعوبة الحصول على الرعاية. وأكدت أن الذكاء الاصطناعي يفتقد للعاطفة واللمسة الإنسانية، مثل نبرة الصوت وتعابير الوجه، التي يحتاجها المعالجون لتقييم الحالة بشكل دقيق.
تأثير الاستخدام المستمر على العلاقات الاجتماعية
نبه الدكتور رافاييل ميليير، المحاضر في الفلسفة بجامعة ماكواري، إلى أن الاعتماد الدائم على روبوتات تقدم المديح والتأييد قد يؤدي إلى تغير طبيعة التفاعل بين الناس. وحذر من أن التعرض المستمر للثناء غير المشروط قد يسبب اضطرابات في العلاقات الاجتماعية، خاصة لدى الأجيال التي تنشأ في ظل هذه التكنولوجيا، مما يشكل تهديدًا على التفاعل الحقيقي بين الأفراد.