الجلوس المطول على المرحاض.. علامات غير مرئية على صحة الأمعاء

لا يُعد الجلوس لفترة طويلة في الحمام أمرًا مقلقًا بشكل فوري، لكن عند النظر إلى بعض العوامل المرتبطة بهذا السلوك، يمكن أن تظهر مؤشرات مهمة تدل على وجود مشاكل صحية في الجهاز الهضمي أو عوامل نفسية غير واضحة. حييث تشير الدراسات والتقارير إلى أن بعض البالغين يقضون وقتًا أطول من المعتاد في الحمام، مما يستدعي الانتباه إلى ذلك. لا يوجد مدة محددة يُنصح بها لقضاء وقت في الحمام، لكن غالبًا يُعتبر أن خمس دقائق كافية لإتمام عملية الإخراج بشكل مريح، وإذا استغرقت العملية وقتًا أطول، فمن الأفضل تأجيلها بدلًا من الضغط أو البقاء بلا فائدة. ويكون الخطر الحقيقي ليس فقط في المدة، بل في وجود علامات أخرى مرافقة، مثل عدم شعور الإفراغ التام، أو بذل جهد غير طبيعي، أو الاعتماد على الضغط الخارجي لتسهيل الإخراج، وهذه الحالات تتطلب استشارة طبية.

استخدام الهاتف أثناء التبرز ووظائفه النفسية

أظهرت الدراسات أن استخدام الهاتف أثناء التبرز أصبح عادة شائعة بين الكثيرين، مع نسبة تصل إلى 49٪ من جيل z و39٪ من جيل الألفية يقضون وقتًا طويلًا في الحمام مع الهاتف. يُحتمل أن يكون هذا الاستخدام غير بريء، حيث قد يتحول إلى عادة يصعب التخلص منها، بالإضافة إلى تأثيره على تركيز الأفراد وتنظيم أوقاتهم لاحقًا. الاستخدام المفرط للهاتف قد يساهم كذلك في إطالة مدة الجلوس وزيادة إحتمال انتقال الميكروبات من الهاتف إلى اليدين، مما يعرض الصحة للخطر.

الارتباط بين الإمساك والقلق

تشير البيانات إلى أن الإمساك مشكلة شائعة، إذ يعاني ثلث البالغين من صعوبة في التبرز بشكل منتظم، وتصل نسبة من تم تشخيصهم باضطراب القولون العصبي المصاحب للإمساك إلى 12٪ من الأفراد. لا يقتصر السبب على الجهاز الهضمي فقط، بل تتأثر عملية الإخراج بشكل كبير بالعوامل النفسية، حيث أشار أكثر من 80٪ من الشباب إلى أن التوتر والضغوط النفسية تؤثر على انتظام عملية التبرز لديهم. تتداخل الحالة النفسية مع صحة الجهاز الهضمي، وتلعب دورًا مهمًا في حدوث أو تفاقم هذه المشكلات.

الآثار الصحية والجسدية للجلوس المفرط في الحمام

الجلوس المستمر في الحمام خاصة على فترات متكررة قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، منها تفاقم البواسير، أو ضغط مستمر على عضلات الحوض، مما يسبب ألمًا في أسفل الظهر أو في الأرجل نتيجة الوضعية الثابتة. كما أن وجود الهاتف في الحمام يعزز من خطر انتقال الجراثيم والبكتيريا إلى اليدين، والتي يمكن أن تسبب مشاكل صحية أخرى في حالة عدم النظافة الجيدة. هذا الوضع يساهم في تدهور الحالة الصحية بشكل تدريجي إذا تكرر بشكل مستمر.

نصائح عملية لتقليل مدة البقاء في الحمام

لتقليل الوقت الذي يقضى في الحمام، يُنصح بزيادة تناول الألياف الغذائية التي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج، حيث يحتاج النساء إلى حوالي 25 غرامًا يوميًا، والرجال إلى 38 غرامًا، مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء. ينبغي إدخال الألياف تدريجيًا لتجنب حدوث إمساك، واحترام إشارات الجسم الطبيعية وعدم تأجيل الرغبة في التبرز، لأن الانتظار الطويل يسبب جفاف البراز ويصعب خروجه. التوازن في النظام الغذائي واتباع هذه النصائح يساعدان في تحسين الصحة وتقليل الفترة التي يقضيها الفرد في الحمام.

متى تتطلب الحالة مراجعة الطبيب؟

عند ملاحظة تغييرات ملحوظة في نمط التبرز، مثل زيادة الوقت أو ظهور أعراض جديدة كالألم المستمر في البطن، أو خروج دم مع البراز، أو فقدان غير مبرر في الوزن، فمن الضروري مراجعة الطبيب المختص بأسرع وقت ممكن. هذه العلامات قد تشير إلى حالات صحية تتطلب تقييمًا دقيقًا والمتابعة اللازمة، لضمان التعامل معها بشكل مناسب وتجنب المضاعفات الصحية المستقبلية.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر