يجب على الجميع شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على صحة الجسم وشدته وتجنُب الجفاف. تعتبر المياه الأساس الذي يمد الجسم بالرطوبة اللازمة، لكن الدراسات أظهرت أن بعض المشروبات قد تكون أكثر فاعلية في ترطيب الجسم من الماء العادي. فمع أن الماء سريع الامتصاص، إلا أن المشروبات التي تحتوي على قليل من السكر أو الدهون أو البروتين تظل لفترة أطول في الجسم وتساعد على الاحتفاظ بالرطوبة بشكل أفضل، لأنها تتفاعل مع الجسم بطريقة تجعلها تفرغ من المعدة بشكل أبطأ وتبقى أطول في الدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيب المشروب يؤثر على مدى فعاليته في الترطيب، حيث يحتوي الحليب على مكونات تساعد على إبطاء إفراغ السوائل من المعدة، بالإضافة إلى احتوائه على الصوديوم والبوتاسيوم اللذين يعززان احتباس الماء داخل الجسم. لا تنحصر فائدة المشروبات الترطوبية فقط في الماء، فمحاليل الإماهة الفموية تحتوي أيضًا على عناصر كالصوديوم والبوتاسيوم تساعد على إبقاء الماء في الجسم. وقد أظهرت الأبحاث أن المشروبات مثل الحليب خالي الدسم، محاليل الإماهة، وحليب كامل الدسم تظهر نتائج جيدة في ترطيب الجسم خلال أربع ساعات، تليها عصير البرتقال، ثم المشروبات الغازية الغازية مثل الكولا والدايت كولا، إضافة إلى الشاي، المشروبات الرياضية، والماء النقي.
العوامل التي تؤثر على فعالية المشروبات في الترطيب
تؤثر كمية المشروب على سرعة امتصاصه من قبل الجسم، فكلما زادت كميةه، زادت سرعة تفريغه من المعدة وامتصاصه في الدم، مما يحسن من عملية الترطيب. كما أن تركيبية المشروب تلعب دورًا مهمًا، ففي حالة الحليب على سبيل المثال، وجود البروتين والدهون والصوديوم يساهم في إبقاء السوائل داخل الجسم لفترة أطول. كذلك، تحتوي المشروبات التي تحتوي على عناصر إلكتروليتية على مكونات مثل الصوديوم والبوتاسيوم التي تساعد على احتباس الماء وعدم إخراجه بسرعة. وعلى العكس، فالمشروبات التي تحتوي على سكريات مركزة، كعصائر الفاكهة والكولا، تكون في بعض الأحيان غير فعالة في الترطيب، لأنها تتسبب في سحب الماء إلى الأمعاء لخفض تركيز السكريات، مما يقلل من كمية الماء المتوفرة في الجسم ويعمل عكس الهدف من الترطيب.
أفضل المشروبات لترطيب الجسم
اختبر فريق بحثي من جامعة سانت أندروز العديد من المشروبات لمعرفة الأكثر فاعلية في ترطيب الجسم، وظهر أن الحليب قليل الدسم، محاليل الإماهة، والحليب كامل الدسم من بين الأفضل، تليها عصير البرتقال والمشروبات الغازية بدون سكر والكولا الدايت، بالإضافة إلى الشاي، الشاي المثلج، المشروبات الرياضية، والمياه النقية. من الجدير بالذكر أن المشروبات التي تحتوي على كميات معتدلة من السكر، مثل العصائر والفواكه، تعزز ترطيب الجسم أكثر من المشروبات المحلاة بشكل مفرط، ولكن يجب الحذر من الإفراط في استهلاكها لأنها قد تؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية وتقليل الإحساس بالشبع مقارنة بالأطعمة الصلبة. عند اختيار وسيلة لترطيب الجسم، يفضل دائمًا الاعتماد على الماء، الذي يلعب دورًا أساسيًا في دعم الكلى والكبد في التخلص من السموم، ويحافظ على مرونة البشرة ونضارتها.
أهمية ترطيب الجسم وصيانة الصحة
يعتبر ترطيب الجسم ضروريًا للحفاظ على وظائف المفاصل وصحة الجلد، وهو ضروري لمنع العدوى ونقل العناصر الغذائية إلى خلايا الجسم. يزداد أهمية هذا الترطيب مع ممارسة التمارين الرياضية أو في الظروف الدافئة، حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء نتيجة التعرق. كما أن الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة ويعتمد عملهم على الإدراك يتطلبون ترطيبًا دائمًا، كي لا تتأثر وظائف الجسم بشكل سلبي. فالماء يلعب دورًا حيويًا في استمرار العمليات الحيوية وتسهيل وظائف الأعضاء بكفاءة، والحفاظ على حالة صحية عامة مرتفعة.