تقع جزيرة تاشيروجيما في محافظة مياجي جنوب اليابان وتلقب عادة بـ”جزيرة القطط” نظراً لتجاوز عدد القطط فيها عدد السكان بشكل كبير، مما يجعلها وجهة مميزة لعشاق هذه الحيوانات.
حياة القطط ورعايتها
تعيش القطط في الجزيرة حياة فريدة وتحظى برعاية خاصة من السكان، الذين يوقنون بأن وجودها يجلب البركة والرزق. بدأت القصّة عندما قام السكان في عصر إيدو (1600-1868) بجلب حوالي 200 قط للسيطرة على الفئران التي كانت تهدد إنتاج ديدان القز، وهي ضرورية لصناعة الحرير. مع تغير حياة السكان، وتحول الصيد إلى مهنة رئيسية، استفادت القطط من وفرة الأسماك، مما ساعدها على الحصول على الغذاء بشكل مستمر. يحرص السكان على تقديم الطعام للقطط عبر محطات مخصصة، ويُطلب من الزوار عدم إطعامها الوجبات الخفيفة خلال زياراتهم، حفاظًا على توازن الحياة البرية في الجزيرة.
تأثير انخفاض السكان على الجزيرة
رغم زيادة حب السكان للقطط وازدهار حياتها، تواجه الجزيرة الآن أزمة سكانية حادة. بعد الحرب العالمية الثانية، كان عدد السكان يقارب 900 نسمة، لكنه تراجع مع الوقت بصورة ملحوظة، وبلغ 80 شخصًا فقط بعد انتقال كبار السن إلى البر الرئيسي وترك قططهم وراءهم. بحلول عام 2017، لم يتبق سوى 13 شخصًا، واليوم يقطن الجزيرة أربعة أفراد فقط.
ضريح ميوري وتجربة الزوار
تضم الجزيرة ضريحًا يُعرف باسم ضريح ميوري، الذي أُقيم تكريمًا لقطة توفيت بصورة غير متعمدة إثر سقوط صخور عليها. يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة المزيد من القطط هناك، وعلى الرغم من طبيعة الجزيرة البسيطة وعدم وجود فنادق فاخرة، توفر أماكن إقامة ومقاهي بسيطة تناسب من يبحث عن تجربة هادئة ومميزة برفقة القطط.