تواجه الكثير من الأشخاص صعوبة في قول كلمة “لا”، خاصة في بيئة العمل حيث يخشون أن يُساء فهمهم أو يُنظر إليهم بشكل سلبي. تتردد بعضهم في رفض الطلبات أو المواجهة خوفًا من فقدان الصورة المثالية التي يطمحون إليها، فيلجأون إلى الصمت أو التهرب بشكل غير مباشر. وبينما يتولد لديهم شعور بالمسؤولية، يختارون أحيانًا الابتعاد أو رفض المشاركة بدلاً من التعبير عن موقفهم الحقيقي.
التفكير في موقف الهروب أو المواجهة
عند تلقي رسالة عمل أو طلب بسيط، يحس الشخص بثقل في صدره وبدأ يتساءل عن مدى خطورة الموقف، مثل أن يعتقد أنه أخطأ أو أن النقاش قد يكون عتابًا أو نقدًا. بدلًا من مواجهة الأمر، يُجيب بسرعة: “عذراً، لا أستطيع الآن، أنا مشغول”. إلا أن السبب الحقيقي قد يكون خوفًا من المواجهة أو كشف عيوبه، مما يجعله يختار الهروب حفاظًا على صورته. هذا التصرف يحرم الشخص من فرصة التعلم والنمو خلال مواجهة المشاكل.
رفض المشاريع أو الاختبارات المهنية
عندما تتاح فرصة لتحمل مسؤولية كبيرة أو مشروع جديد، غالباً ما يشعر الفرد بالارتباك وقلقة من عدم قدرته على النجاح أو إدارة الأمر بشكل فعال. تظهر هنا عادةً الرغبة في الرفض قبل أن يختبر قدراته، وهو تصرف ناتج عن خوف من الفشل وافتقار للثقة بالنفس. بدلاً من المحاولة، يلجأ إلى الاعتذار ويقول إنه غير مستعد، لكنه في الحقيقة قد يكون يحتاج إلى دعم أو تقسيم العمل إلى مراحل لتسهيل التنفيذ. الاختيار هنا يجب أن يكون بين المجازفة لتطوير المهارات أو التحلل من التحدي قبل أن يبدؤوا به.
تجاهل اللقاءات أو المناسبات الاجتماعية
يواجه البعض موقفًا يطلب منهم حضور اجتماع أو فعالية مع الزملاء، ويشعرون بعدها بعدم الراحة أو انقطاع التواصل. عندما يُعرض عليهم المشاركة، يختارون الاعتذار بشكل سريع ويبررون ذلك بظروفهم، فيما يكون السبب غالبًا هو الشعور بعدم الارتياح نتيجة لتغير العلاقات أو بيئة العمل. في مثل هذه الحالات، يكون التهرب من المشاركة وسيلة للحفاظ على صورة مهنية، لكن ذلك قد يؤدي إلى ضعف التواصل وتفويت فرص التفاعل مع الفريق.
كيفية التعامل مع المواقف الصعبة
عند مواجهة طلب من زميل يتطلب مناقشة موضوع حساس، من الأفضل التحضير النفسي والمهني للمحادثة. يتم تحديد وقت مناسب للحديث بدلاً من الهروب أو التهرب، والاعتراف بالرغبة في الاستماع بشكل جدي يساعد في تقوية العلاقات. وضع خطة واضحة لما سيقال يضمن الشفافية ويخفف من العلاقة المتوترة، حتى لو بدت المواجهة محرجة في البداية. أما في حالة تلقي عرض لمشروع كبير، فمن المهم أن تكون صريحًا مع النفس حول مدى الجاهزية، وأن تقيّم هل رفضك نتيجة قلة الثقة أو عدم استيعاب المسؤولية. إذا كانت هناك رغبة في المضي قدمًا، يمكن تقسيم المشروع إلى خطوات أصغر وطلب دعم الزملاء لتعزيز ثقتك ومهاراتك.
مواجهة الدعوات الاجتماعية أو اللقاءات غير المرغوب فيها
عندما يوجه لك دعوة لحضور اجتماع أو فعالية، وتجد نفسك غير راغب بالمشاركة، تصرف بشكل صادق لكن محترم، وتوضح أسباب رفضك بشكل واضح، مثل الانشغال بمشاريع أخرى. إذا كانت التغييرات في العلاقات مع الزملاء تؤثر على راحتك، يمكنك توجيه المحادثة نحو تحسين تواصلك بطريقة مهنية. كما يمكن تحديد أوقات مناسبة للمشاركة في المستقبل، إذا شعرت بحاجة للاستعداد أو لمزيد من الترتيبات ليكون الحضور أكثر ارتياحًا.