يبدأ الناس أحيانًا في إهمال علاج ضروسهم الملتهبة رغم خطورته، إلا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة لا يستهان بها. تؤكد الأبحاث والأطباء أن التهاب الضرس، بالخاصة ضروس العقل أو الضروس الخلفية القريبة من الفك السفلي، قد يفتح بابًا لانتشار البكتيريا إلى مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي، وصولًا إلى الغدة الدرقية. هذا الالتهاب قد يتسبب في التهابها أو اضطرابات في وظائفها، مما يؤثر على صحة الجسم بشكل عام. وتشير دراسات حديثة إلى أن الالتهابات المزمنة في الفم تساهم في اضطرابات المناعة، وتعد من العوامل التي قد تسرع حدوث خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية. أما المضاعفات الناتجة عن إهمال علاج الالتهاب فهي كثيرة وخطيرة، فهي تشمل ظهور خراجات عميقة تحت الفك، وانتشار العدوى إلى مناطق الرقبة أو الصدر، مع احتمال التسمم الدموي الذي قد يكون مميتًا، بالإضافة إلى تضخم الغدد اللمفاوية أو الدرقية، وظهور أمراض مزمنة كالقلب والسكري والغدة الدرقية.
علامات وطرق التعرف على خروج الالتهاب عن السيطرة
وعندما تتفاقم الحالة، تظهر علامات واضحة مثل ألم لا يخفّ باستخدام المسكنات، مع انتفاخ في الوجه أو تحت الفك، ورائحة فم كريهة مستمرة، وصعوبة في البلع وفتح الفم، وارتفاع في درجة الحرارة. إذا ظهرت هذه الأعراض، فلا يجب التردد في زيارة الطبيب فورًا، سواء طبيب أسنان أو الطوارئ، لتجنب تفاقم الحالة. من أهم خطوات الوقاية عدم تأجيل علاج ألم الضرس، وتنظيف الأسنان يوميًا باستخدام الخيط الطبي، ومراجعة الطبيب لفحص الغدة الدرقية عند وجود التهابات مزمنة بالفم. كما يُنصح بتقليل استهلاك السكريات والمشروبات الحمضية التي تضر بالمينا، مع تجنب الاعتماد على العلاجات الشعبية أو المسكنات فقط، التي لا تعالج المشكلة الأساسية وتؤدي إلى تفاقم الحالة.
نصائح هامة للحفاظ على صحتك وتفادي المضاعفات
يوضح الأطباء أن الألم في الضرس ليس مجرد إزعاج، بل قد يكون مؤشراً على وجود التهاب داخلي خطير، يمكن أن يمتد ليؤثر على أعضاء الجسم كافة، بما في ذلك الغدة الدرقية. لذا، لا ينبغي إهمال علاج التهاب الضرس، والحرص على استشارة الطبيب عند ظهور أي علامات تحذيرية. الاهتمام بصحة الفم والأسنان، والعمل على علاج أي التهاب بسرعة، يسهم في حماية الجسم من مضاعفات صحية قد تكون كارثية، وتفادي الوصول إلى حالات طبية أكثر تعقيدًا وخطورة.