يعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي لا تنتقل من شخص لآخر، حيث تظهر على شكل بقع حمراء متقشرة غالبًا ما تصاحبها حكة شديدة. تتطور الصدفية عادة في نوبات متقطعة، تتناوب فيها فترات نشاط حاد مع فترات أخرى تظهر فيها أعراض خفيفة أو تختفي تمامًا. على الرغم من أن بعض الأشخاص يتعايشون معها بشكل لا يعيق حياتهم بشكل كبير، إلا أن آخرين يعانُون من عبء نفسي وجسدي نتيجة الأعراض المستمرة ومتطلبات العناية المستمرة بالبشرة. يمكن أن تتخذ الصدفية أشكالاً متعددة، وأشهرها هو الشكل المعروف بالصدفية الشائعة، الذي يتظاهر ببقع حمراء مميزة بحواف واضحة ومغطاة بقشور فضية لامعة تعرف باللويحات، وتظهر غالبًا بطريقة متناظرة على جانبي الجسم، مثل مرفقي وكاحلين، ويصاحبها حكة شديدة خاصة أثناء النوبات النشطة. في بعض الحالات، تتسبب الحكة المتكررة في تهيج الجلد وظهور شقوق مؤلمة، خاصة على اليدين والقدمين، وتصبح أكثر إيلامًا عند الحركة أو ملامسة المواد المهيجة. يمكن أن تصيب الصدفية الأظافر أيضًا، حيث تظهر حفر صغيرة فيها أو تصبح سميكة وذات لون أصفر بني، وقد تلتصق بالأصابع أو تتغير شكلها. يوجد أنواع أخرى أقل شيوعًا للصدفية، منها الصدفية العكسية التي تظهر في طيات الجسم الرطبة مثل الإبطين والأربية وتحت الثديين؛ لأنها تتسم بقلة القشور نتيجة الرطوبة المستمرة. كما توجد الصدفية البثرية التي تظهر ببثور صغيرة مليئة بالقيح غير المعدي، وقد تظهر منفردة أو مع الأنواع الأخرى. تظهر نوعية من الصدفية تُعرف بنقطية الأطفال والمراهقين، وتحدث بعد عدوى بالمكورات العقدية، وتظهر كطفح جلدي نقطي واسع الانتشار، ويختفي غالبًا خلال أسابيع أو أشهر لكن يمكن أن تتكرر أو تتطور إلى الشكل الشائع.
طرق وأسباب المرض
تصنف الصدفية على أنها مرض مناعي ذاتي معقد، حيث يفرز الجهاز المناعي مواد التهابية بكثرة تتسبب في تكاثر خلايا البشرة بسرعة تفوق الطبيعي بعشر مرات، مما يؤدي إلى تراكم الخلايا وتكون القشور وسماكة الجلد. الالتهاب وزيادة التروية الدموية يسببان احمرار المناطق المصابة. العامل الوراثي يلعب دورًا مهمًا، فاحتمالية إصابة الأطفال تزداد إذا كان أحد الوالدين مصابًا، وترتفع إلى ٤٠٪ إذا كان كلا الوالدين مصابًا. يؤكد الأطباء أن مسار المرض غير متوقع، ففترات النشاط والتساقط تتكرر بشكل متقطع، ويوجد من يعاني منه بشكل مستمر وشديد.
المحفزات والعوامل المسببة
تتأثر نوبات المرض بعوامل متعددة تشمل التعرض للشمس بشكل مفرط، أو الاستحمام بماء شديد السخونة، والجروح السطحية أو الوشم وثقب الجسم، بالإضافة إلى التوتر النفسي، والعدوى، والتدخين، وتناول الكحول، وبعض الأدوية مثل أدوية علاج الملاريا. وتشخيص الصدفية يعتمد بشكل رئيسي على الفحص السريري، حيث يتم ملاحظة الأعراض المميزة، وفي الحالات الملتبسة قد يتم فحص عينة من الجلد أو الأظافر لاستبعاد عدوى فطرية، ويتم تقييم مدى شدة المرض بناءً على مساحة الجلد المصاب وتأثيره على جودة الحياة. لا يوجد علاج نهائي يوقف المرض تمامًا حتى الآن، إلا أن التحكم بالأعراض ممكن باستخدام مرهمذاة مرطبة وكريمات تحتوي على الكورتيزون أو فيتامين D3، مع العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية لتقليل الالتهاب وتسريع الشفاء. في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، قد يلجأ الأطباء إلى علاج منظم عبر الأدوية الفموية أو الحقن.
التحديات والرعاية والدعم
يواجه مرضى الصدفية تحديات كبيرة، إذ يمكن للحكة الشديدة وقلة النوم والإرهاق أن تضعف جودة حياتهم، كما يواجه البعض وصمة اجتماعية نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأنها مرض معدٍ، مما يدفعهم أحيانًا للعزلة أو تجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. يوصي الأطباء بالدعم النفسي والتواصل مع مجموعات مساندة من مرضى آخرين، حيث يسهم ذلك في تحسين التكيف مع الحالة وتخفيف العبء العاطفي، مع أهمية اتباع أساليب حياة صحية وتجنب المثيرات التي قد تهاجم الجلد وتزيد من حدة المرض.