يحذر خبراء ومختصو الصحة من تزايد أعداد حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، الذي يمكن أن يكون خطيرًا جدًا على الأطفال الرضع وكبار السن، وهو يهاجم بشكل موسع في فصل الخريف كل عام بالمملكة المتحدة، تمامًا مثل الإنفلونزا التي تزداد في نفس الوقت.
تؤكد السلطات الصحية على أهمية استعداد المجتمع لمواجهة موجة العدوى التي قد تؤدي إلى زيادة الحالات الخطيرة. فبيانات مراقبة الحالات في أستراليا، التي شهدت أرقامًا قياسية هذا العام، تعتبر مؤشرًا جيدًا لما يمكن أن يحدث في بريطانيا خلال الشتاء، لكون انتشار الفيروس يتبع نمطًا موسميًا مشابهًا.
خطورة فيروس RSV وأهميته الصحية
ينتقل الفيروس عبر السعال والعطس، ويؤدي إلى دخول آلاف الأطفال والبالغين إلى المستشفيات سنويًا بسبب مضاعفات تنفسية خطيرة، من بينها الالتهاب الرئوي والتهابات القصبات الهوائية. ويُعد الفيروس سببًا رئيسيًا لوفيات الأطفال خلال الشتاء، حيث يموت بين 20 إلى 30 طفلًا كل موسم بسبب مضاعفاته المتقدمة. كما يساهم في وفاة حوالي 8000 بالغ سنويًا، بسبب الضغط على القلب وأعضاء الجسم الأخرى، مما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء.
تطعيم الفيروس المخلوي والتنبيه الصحي
توصي السلطات النساء الحوامل وأولئك المؤهلين بتلقي لقاح RSV، حيث أثبتت الدراسات أن التطعيم أثناء الحمل يوفر حماية مميزة للأطفال، إذ تنتقل الأجسام المضادة من الأم إلى الجنين خلال الحمل وتوفر حماية لعدة شهور بعد الولادة. فاللقاح يساهم في تقليل الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفيات بنسبة تصل إلى 72٪، كما أظهرت البيانات أن فعاليته تصل إلى 82٪ في الحفاظ على صحة كبار السن من الإصابة الخطيرة بالفيروس.
تبدأ فاعلية اللقاح من الأسبوع 28 من الحمل، ويتم تقديمه عن طريق خدمات الأمومة أو العيادات الطبية، وهو ضروري خاصة للأطفال الأكثر عرضة للخطر. كما أن كبار السن بين 75 و79 عامًا هم من بين الفئات التي يمكنها الحصول على اللقاح ضمن خطة الوقاية الموسمية، التي تتضمن أيضًا لقاحات الإنفلونزا وكورونا.
طرق انتشار الفيروس وإجراءات الوقاية
ينتشر الفيروس بصورة رئيسية من خلال القطرات الكبيرة التي تنتشر عند العطس أو السعال، ويظل على الأسطح لمدة تصل إلى سبع ساعات، لذا فإن النظافة وغسل اليدين يعززان الحماية. يظل الأطفال معديين لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع بعد ظهور الأعراض، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل فرص العدوى بين الأسرة والأطفال.
اللقاحات الوقائية للأطفال والحماية الموسمية
تتوفر لقاحات خاصة للأطفال الأكثر عرضة للخطر اعتبارًا من سبتمبر، حيث يتم الاستعاضة عن جرعات متعددة من حقن النيرسيفاماب، والتي كانت تعطى بشكل شهري، بجرعة واحدة، مما يسهل عملية الحماية. ويأتي إطلاق هذه التطعيمات ضمن خطة الدولة لمواجهة موسم الشتاء، ويشمل كذلك لقاحات الإنفلونزا والكورونا بهدف تقليل انتشار العدوى وتقليل الحالات الخطيرة والوفيات بين الفئات الضعيفة والمسنين.