يبدأ سرطان القولون في الأمعاء الغليظة، وقد يتطور من كتلات صغيرة غير سرطانية تسمى السلائل. ينتشر هذا النوع من السرطان بشكل كبير، خاصة بين الشباب، ويزداد انتشاره بين الرجال والنساء على حد سواء. يلعب التاريخ العائلي والعمر دورًا في احتمالية الإصابة، لكن النظام الغذائي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة أو تقليل الخطر. فالغذاء الذي يتناوله الفرد يوميًا يؤثر بشكل مباشر على صحة القولون، لذا نقدم هنا خمسة أطعمة قد ترفع من خطر الإصابة به دون علم.
اللحوم الحمراء والمصنعة
يوجد ارتباط قوي بين استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة واحتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. من اللحوم التي يُنصح بعدم الإفراط في تناولها: لحم البقر، لحم الخنزير، ولحم الضأن، خاصة بكميات كبيرة، إضافة إلى اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد، والنقانق، والهوت دوج. صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة ضمن الفئة الأولى التي تسبب السرطان بشكل مؤكد، بينما تصنف اللحوم الحمراء على أنها على الأرجح مسببة للسرطان، حيث قد يسبب الحديد الهيمي في اللحوم والنترات الموجودة في اللحوم المصنعة تلف بطانة القولون مع مرور الوقت.
الأطعمة المقلية والسريعة
تحتوي الأطعمة المقلية على دهون مشبعة ومتحولّة ومواد تتشكل عند الطهي بدرجات حرارة عالية. تتضمن هذه الأطعمة البطاطس المقلية، الدجاج المقلي، الوجبات الخفيفة المقلية، والوجبات السريعة مثل البرجر والسندويشات. غالبًا ما تكون غنية بالملح والسكريات المضافة، وتحتوي على إضافات قد تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء، كما أنها تفتقر للألياف الضرورية لصحة القولون. الاعتماد على هذه الأطعمة يتسبب في الالتهاب المزمن ومقاومة الأنسولين، وهما من عوامل الخطر لسرطان القولون.
الأطعمة السكرية والكربوهيدرات المكررة
الحلويات والكربوهيدرات المكررة قد تكون غير ضارة نمويًا، لكنها تؤدي إلى السمنة وارتفاع مستويات السكري والالتهاب المزمن، وكلها عوامل ترفع احتمالية الإصابة بسرطان القولون. أظهرت الدراسات أن تناول المشروبات المحلاة بالسكر يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 10%. أمثلة على هذه الأطعمة: المشروبات الغازية والحلوى والمعجنات والكعك والخبز الأبيض والمعكرونة والأرز المطبوخ من الحبوب المكررة. تساعد هذه الأطعمة على ارتفاع مستويات السكر في الدم وتراكم الدهون حول البطن، ما يزيد من هرمونات قد تعزز نمو خلايا السرطان.
الأطعمة المصنعة بدرجة عالية
غالبًا ما تكون الأطعمة المصنعة غنية بالملح والسكر والدهون غير الصحية، ومع ذلك تفتقر للألياف والعناصر الغذائية المهمة. تناولها بانتظام يُرتبطة بضعف صحة الأمعاء وزيادة خطر السرطان. من هذه الأطعمة: الوجبات الخفيفة المعبأة، مثل رقائق البطاطس، المقرمشات، المعكرونة سريعة التحضير، البيتزا المجمدة، والأجبان المصنعة. تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين استهلاك كميات كبيرة من هذه الأطعمة وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الرجال.
الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف
قلة الألياف في النظام الغذائي تؤثر سلبًا على صحة القولون؛ فهي تساعد في نقل الفضلات وتغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء. تشير الأبحاث إلى أن تناول كميات كبيرة من الألياف من الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة مرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بسرطان القولون. الاعتماد على الأطعمة الحيوانية أو الأطعمة المعبأة بشكل مفرط يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم، وزيادة تعرض بطانة القولون للسموم، مما يزيد من احتمالية حدوث تغيرات خلوية ضارة.
ماذا يجب أن تتناول بدلاً من ذلك؟
لتحسين صحة القولون، يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المرتبطة بالمخاطر السابقة واستبدالها بأطعمة مفيدة. انتظم في تناول الفواكه والخضروات، خاصة الورقية الداكنة، والتوت، والخضروات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط. اختر الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، الشوفان، وخبز القمح الكامل. كما يمكنك إدراج البقوليات كالعدس والفاصوليا. استبدل الدهون غير الصحية بزيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات. ولتدعيم صحة الأمعاء، تناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، الكفير، والكيمتشي، لأنها تعزز من توازن البكتيريا وتحسن وظيفة القولون بشكل عام.