كيف يؤثر نقص النوم المستمر لأقل من 7 ساعات على صحة دماغك

يُثبت علميًا أن النوم أقل من سبع ساعات يوميًا بشكل منتظم لا يؤدي بالضرورة إلى الشعور بالخمول أو التعب المستمر. فالكثير من الأشخاص يظنون أن النوم القصير يساوي استهلاك طاقتهم بشكل مستمر، لكن الأبحاث بينت أن الجسم والعقل يمكن أن يكونا فعّالين وصحيين طالما كانت جودة النوم جيدة، وأن مدة النوم ليست العامل الوحيد الذي يحدد النشاط والصحة العامة.

تأثير نقص النوم المزمن على الدماغ

يشكل نقص النوم المزمن خطرًا على صحة الدماغ بشكل خطير، حيث يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز، ويبطئ قدرات اتخاذ القرارات. كما يسبب هذا النقص اضطرابات عصبية تنكسية قد تتطور مع مرور الوقت، وهو لا يقتصر على الشعور بالإرهاق فحسب، بل يمتد إلى تأثيرات طويلة الأمد على المدى الصحي والنفسي. من الجدير بالذكر أن دراسة حديثة أشارت إلى أن واحدًا من كل ثلاثة بالغين يعاني من قلة النوم، مما يبرز أهمية الالتزام بجدول نوم منتظم.

لماذا تعتبر السبع ساعات الحد الأدنى من النوم؟

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم وأبحاث النوم بضرورة النوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات للبالغين بين 18 و60 عامًا. فالنوم الأقل من ذلك يترك الجسم والعقل يعانيان من نقص في الراحة، ويتضح تأثير ذلك على وظائف الدماغ بمرور الزمن، حيث تبدأ عمليات الترميم والتخزين الذكريات في التراجع. النوم الكافي يدعم قدرة الدماغ على التعلم، ويحفز الروابط العصبية التي تساهم في تعزيز الذاكرة، وارتباطها بالنوم العميق خاصة في مرحلة حركة العين السريعة (REM).

تأثير قلة النوم على الذاكرة والتعلم

عند النوم، يتحول المحتوى القصير المدى للذاكرة إلى ذاكريات طويلة الأمد، ويعزز الدماغ الروابط العصبية أثناء النوم العميق، مع التركيز على مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM). يساهم النوم الجيد أيضًا في تنظيم السموم وتنشيط خلايا الدماغ، مما يعزز القدرة على التعلم وتثبيت المعلومات الجديدة. أما قلة النوم فتوقف هذه العمليات، مما يضعف قدراتنا على استرجاع المعلومات وتعلم مهارات جديدة.

تأثير قلة النوم على التركيز والمزاج

يؤدي نقص النوم إلى انخفاض القدرة على التركيز والانتباه، خاصة عند أداء المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا. يتأثر الجزء الأمامي من الدماغ، المسؤول عن صنع القرارات والتفكير المنطقي، بشكل كبير، فتصبح الاستجابات أبطأ ويزداد الشعور بالارتباك. كذلك، يتسبب قلة النوم في اضطرابات عاطفية، حيث تتضخم ردود الفعل العاطفية نتيجة لزيادة نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن تنظيم المشاعر، مما يخلق حالة من التردد والتوتر وزيادة الحساسية للأحداث السلبية.

الارتباط بين قلة النوم والاكتئاب والقلق

يؤكد العديد من الدراسات أن قلة النوم بشكل مستمر ترفع من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق بشكل كبير، بسبب اضطرابات في توازن النواقل العصبية التي تتحكم في الحالة المزاجية، خاصة السيروتونين والدوبامين. فعدم الحصول على قسط كاف من الراحة يُفاقم هذه الأعراض النفسية ويزيد من شدة الاضطرابات النفسية المرتبطة بها.

تأثير قلة النوم على سرعة رد الفعل واتخاذ القرارات

قلة النوم تقلل من سرعة عمليات الدماغ وتؤثر على الأداء العقلي، حيث أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين ينامون أقل من السبع ساعات يعانون من أداء إدراكي ضعيف، يساوي حالة التسمم الكحولي من حيث التأثير على القدرة على التفكير واتخاذ القرارات. فعلى الرغم من أن الشخص قد لا يشعر بالتعب إلا أنه يعمل في حالة من تراجع الوظائف الذهنية، مما يؤثر بشكل مباشر على حياته اليومية.

كيفية استعادة توازن نومك

عند الاعتياد على النوم أقل من سبع ساعات، يجب إعادة النظر في نمط النوم الخاص بك. ينصح بخلق روتين ثابت قبل النوم، بحيث تلتزم بمواعيد محددة للاستيقاظ والنوم حتى في العطلات. كما يُفضل تقليل التعرض للشاشات لمدة ساعة قبل النوم، وإبعاد الكافيين والوجبات الثقيلة بعد حلول المساء، لضمان بيئة مناسبة تساعد على الاسترخاء. يجب أن تكون غرفة النوم مظلمة وهادئة ودرجة حرارتها معتدلة، ويستحب ممارسة أنشطة مهدئة مثل القراءة أو التمدد لتهيئة الجسم للنوم بشكل صحي ومتوازن.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر