أصبح الناس ينظرون إلى البستنة بشكل مختلف، إذ لم تعد هوايةً خاصة بكبار السن، بل أصبحت من بين الأنشطة المفضلة لدى الشباب. أظهرت إحصائية حديثة لعام 2024 أن نسبة 83% من الشباب يرون أن البستنة ممتعة وجميلة، بينما يفضل أكثر من نصفهم الخروج إلى حدائق الطبيعة على قضاء الأمسيات في الملاهي الليلية.

فوائد البستنة على الصحة الهرمونية

شرح اختصاصي الصحة الهرمونية، مايك كوتشيس، أن البستنة تلعب دورًا مهمًا في تقليل هرمون الكورتيزول، المسؤول عن الشعور بالتوتر. إذا ارتفع هذا الهرمون بشكل مستمر، يمكن أن يسبب مشاكل في النوم، والهضم، وتقوية المناعة، بالإضافة إلى تأثيره على الهرمونات التناسلية مثل الإستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون. فمن خلال قضاء 20 دقيقة فقط في البستنة عدة مرات في الأسبوع، يمكن أن تنخفض مستويات الكورتيزول بشكل ملحوظ، ويشعر الجسم بأنه في حالة راحة، بدلاً من الاستعداد للفرار أو المواجهة.

التعرض للضوء وتنشيط المزاج

اوضح كوتشيس أن التعرض لضوء النهار أثناء العمل في الحدائق يساعد الجسم على إنتاج السيروتونين، وهو هرمون يعزز الشعور بالسعادة ويحسن نوعية النوم. هذا الأمر مهم خاصة للنساء في فترات ما قبل وبعد انقطاع الطمث، حيث يعانين من تقلبات هرمونية تؤثر على الحالة النفسية. لذا، فإن قضاء الوقت في الطبيعة يساهم في تنظيم المشاعر وتقليل التوتر.

تأثيرات الحواس والإيجابية النفسية

تُضيف البستنة تجربة حسية متكاملة عبر لمس الأوراق والزهور، وشم الروائح، وتأمل الألوان، والاستماع لصوت الريح أو الطيور، وتذوق بعض الأعشاب أو الفواكه. هذا التنشيط يُعزز توازن الجهاز العصبي ويخفف من الشعور بالقلق والتفكير السلبي. كما أن عملية العناية بالنباتات وتحقيق نجاح معين تحفز إفراز الدوبامين، وهو الهرمون الذي يعزز الشعور بالإنجاز والرضا، وتختلف عن الانفجارات اللحظية للسعادة التي تتسبب بها وسائل التواصل الاجتماعي أو التسوق الإلكتروني.

ختامًا

يؤكد كوتشيس أن الإرهاق النفسي ليس مجرد تعب ذهني، بل هو خلل في توازن الهرمونات. وللحفاظ على توازن صحي، تصبح البستنة وسيلة فعالة لعلاج هذا الخلل، حيث تساعد الجسم على استعادة إيقاعه الطبيعي والشعور بالراحة النفسية والجسدية.