وصلت الحالة الصحية لابنة روت فريريس، التي تدعى تامارا، إلى مرحلة خطيرة بسبب إصابتها بصغر حجم الرأس بشكل غير طبيعي، وهو أحد الأعراض المرتبطة بمتلازمة زيكا الخلقية. تامارا الآن تبلغ من العمر تسع سنوات وتحتاج إلى أنبوب تغذية، كما تعاني من تصلب شديد في يديها، وتواجه صعوبة في تثبيت رأسها، ولا تستطيع المشي. هذه الحالة ناتجة عن الإصابة بالفيروس أثناء الحمل، وهي من بين العديد من الحالات التي سجلت في البرازيل التي عانت من تفشي مرض زيكا.
انتشار فيروس زيكا والأثر على الأطفال في البرازيل
شهدت الفترة بين عامي 2015 و2016 تفشيًا كبيرًا لفيروس زيكا في البرازيل، مما أدى إلى ولادات العديد من الأطفال المصابين بمتلازمة زيكا الخلقية، ومنها تامارا. ونتيجة لذلك، أُعلن حالة طوارئ صحية عامة عالمية وداخل البرازيل، وظلت الحكومة تحذر من خطورة الفيروس حتى مايو 2017. لم يعرف العلماء حتى الآن سبب انخفاض عدد الحالات بشكل مفاجئ، رغم أن التوقعات كانت تشير إلى احتمال عودة تفشي المرض مرة أخرى.
مشاكل الأطفال المصابين بمتلازمة زيكا وأوضاعهم الصحية
تتميز متلازمة زيكا بوجود مشاكل في القلب، وتصلب المفاصل، وصعوبة في التنسيق بين الحركات، بالإضافة إلى صعوبة في المضغ والبلع. يعاني الأطفال عادة من بطء في النمو، حيث لا يمرون بمراحل التطور الطبيعية مثل الزحف أو المشي أو التحدث بشكل منتظم. تامارا واحدة من هؤلاء الأطفال، وتعيش في مدينة ماسايو، حيث نسبة الإصابات كانت الأعلى، وما زال العلماء يحاولون فهم أسباب تركز الحالات في تلك المنطقة تحديدًا.
جهود الأهل والمجتمع في دعم الأطفال المصابين
للتعامل مع تحديات تربية الأطفال المصابين، تشكلت مجموعات دعم تضم أمهات الأطفال المتضررين، وبدأت تتبادل المعلومات والموارد، بعد أن شعرتن بعدم كفاية الدعم من قبل السلطات الصحية. توقفت العديد من الأمهات عن العمل، وأصبحن يعتمدن على المساعدات الحكومية، وواجهن مشاكل قانونية للحصول على العمليات الجراحية والأجهزة الطبية اللازمة. ومن بين هؤلاء، أليساندرا هورا، التي تربّي حفيدها المصاب، بعد أن فقدت ابنها، ونجحت في الانتقال إلى سكن مشترك مع عائلات أخرى توفر لهم دعمًا متبادلًا.
تحسن الوضع الصحي وتراجع الحالات
يكشف المسؤولون أن جهود التثقيف حول نظافة المياه وتدريب مراقبي الصحة ساعدت على تحسين الحالة الصحية في المنطقة، وأدى ذلك إلى انخفاض ملحوظ في عدد الإصابات الجديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف من حدوث موجة جديدة، نظرا لغياب فهم كامل لأسباب الانخفاض المفاجئ. بعض الدراسات تشير إلى أن المنطقة الشمالية الشرقية، التي شهدت الأعداد الأكبر من الحالات، قد تتأثر أكثر بسبب سوء تغذية الأمهات أو تلوث المياه ببكتيريا قد تضر الأعصاب والأدمغة، مما يزيد من تأثير الفيروس على الأطفال.