مادة سلفونات البيرفلوروكتان وتأثيرها البيئي والصحي
يُعتبر العلماء مادة سلفونات البيرفلوروكتان (PFOS) من العوامل البيئية الخطرة التي يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية خطيرة، خاصة في الكبد، خاصة إذا تعرض الإنسان لها بكميات كبيرة. تفيد الأبحاث أن هذه المادة تتواجد في البيئة نتيجة لاستخدامها في العديد من المنتجات الاستهلاكية، حيث استُخدمت لعقود في صناعة العديد من المواد مثل أدوات الطهي غير اللاصقة، والملابس المقاومة للماء، وأغلفة الطعام السريعة، والسجاد المقاوم للبقع، بالإضافة إلى مواد إطفاء الحرائق.
تأثير مادة PFOS على الكبد
توضح الدراسات أن التعرض لكميات كبيرة من PFOS يؤدي إلى تركزها بشكل رئيسي في الكبد، وهو العضو الذي يتعرض للأضرار بشكل مباشر. أشارت نتائج الأبحاث إلى أن حوالي 60% من إجمالي التعرض لمادة PFOS يتركز في الكبد، مما يثير قلقًا من تفاعل المادة مع هذا العضو الحيوي. ويزداد الأمر خطورة عند الأشخاص الذين يفرطون في تناول المشروبات الغازية التي قد تحتوي على مواد كيميائية مثل الكحول، حيث يتضاعف خطر الإصابة باعتلالات الكبد والتليف الكبدى، ما يجعل الكبد عرضة لمشكلات صحية أكثر تعقدًا.
تأثير PFOS على قدرة الكبد على التعافي
يُعرف أن الكبد يمتلك القدرة الطبيعية على التعافي من الأضرار الناتجة عن العوامل الخارجية، إلا أن تعرضه لمادة PFOS يضعف هذه القدرة بشكل كبير. إذ تؤدي المادة إلى تلف خلايا الكبد وتدمير آلياته الدفاعية، وتثبط قدرته على إدارة الدهون، وهو ما يفاقم من أضرار الكبد ويسرع من وقوع الأمراض المزمنة. كما تقوم المادة بتفعيل مسارات بيولوجية تساهم في تلف الكبد، مما يعقد عملية الشفاء ويزيد من احتمالات تطور أمراضه، خاصة لدى الأشخاص الذين يتعرضون بكميات كبيرة لهذه المادة الدائمة الوجود في البيئة وأجسامنا.