مع مرور السنوات، تتغير قدرات أجسامنا، حيث تتعرض العضلات لفقدان جزء من قوتها، وتصبح المفاصل أقل مرونة، وتبدأ العادات اليومية السيئة في ترك أثرها. من بين أكثر الأجزاء تأثرًا بهذه التغيرات هي وضعية الجسم التي تتبدل بشكل ملحوظ، لكن يمكن تحسينها مهما كان العمر.
لماذا تتدهور وضعية الجسم مع تقدم العمر؟
يتسبب ضعف العضلات، خاصة في مناطق الظهر والبطن، في ضعف استقرار الجسم، ويعزز قلة الحركة من ضعف التوازن، كما أن فقدان الكتلة العظمية الناتج عن التقصير في النشاط يسبب تقوس الظهر أو آلام المفاصل. يزيد من هذه الحالة الإجهاد المزمن والتوتر، مما يؤثر على توزيع الوزن وحمل الجسم بشكل غير صحيح.
علامات تشير إلى أن وضعيتك سيئة
تشمل الأعراض تكرار الشعور بألم في الرقبة أو أسفل الظهر، وشعور بالتعب عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، وانحناء الأكتاف للأمام، وصعوبة في التنفس بعمق. إذا لاحظت أي من هذه العلامات، فهذه دعوة للتفكير في تصحيح وضعيتك.
استراتيجيات لتحسين وضعية الجسم
ابدأ بتمارين الجذع التي تستهدف عضلات البطن والظهر، فهي تساعد على توازن الجسم وحمايته. حاول تعديل وضعية جلوسك بحيث تكون القدمين مستويتين على الأرض، والظهر مدعومًا، وتجنب النظر للأسفل لفترات طويلة أثناء استخدام الهاتف أو الحاسوب. كما يُنصح بممارسة الحركة كل نصف ساعة، مثل مد الذراعين أو التحرك قليلًا، لمنع تيبس العضلات وتحسين تدفق الدم. للمساعدة في تقوية العمود الفقري، يمكن اعتماد اليوجا التي تركز على وضعيات بسيطة كالوضعية الجبلية، الشجرة، أو الكلب المواجه للأسفل، مع تخصيص 10 دقائق يوميًا.
واعتمد على دعم العظام من الداخل عبر تناول الكالسيوم وفيتامين د بشكل منتظم، من خلال الغذاء أو المكملات إذا لزم الأمر. أمسك بالأشياء الثقيلة بطريقة صحيحة، بتثني الركبتين وتحريك الجسم بالساقين بدلًا من الانحناء بالظهر، لحماية العمود الفقري من الإصابات.
متى تلزم استشارة طبية؟
إذا استمر الألم المزمن في الظهر أو الرقبة بالرغم من التمارين، أو لوحظ تقوس واضح في الظهر، فمن الضروري استشارة طبيب علاج طبيعي أو أخصائي تقويم لمتابعة الحالة بشكل دقيق.
كيفية الحفاظ على استقامة الجسم
تحسين وضعية الجسم يتطلب خطوات بسيطة يومية، كتصحيح جلستك أثناء العمل، وممارسة التمارين الخفيفة، ورفع الرأس بدلًا من التحديق للأسفل. فكل مرة تتخذ فيها وضعية سليمة، تساهم في تدريب جسمك على التوازن وتقويته. فالاعتناء بوضعية الجسم ينعكس بشكل إيجابي على التنفس، ويعزز الثقة بالنفس، ويحمي العمود الفقري، ويبني عادة صحية طويلة الأمد. لنجعل من هذه الخطوات أسلوب حياة يدعم حياة أكثر توازنًا وقوة.