تأثير استخدام الهاتف الذكي في سنوات الطفولة المبكرة
يبدأ الكثير من الآباء بإعطاء أطفالهم هواتف ذكية في سن مبكرة، معتقدين أن ذلك يساعدهم على اكتساب الاستقلالية الرقمية. إلا أن العديد من الدراسات تشير إلى أن هذا التصرف قد يكون له تأثيرات سلبية طويلة الأمد على الصحة النفسية للأطفال، تمتد حتى مرحلة الشباب. وبيّنت الأبحاث أن اضطرابات نفسية، مثل اضطرابات النوم، نوبات الغضب، والانفصال عن الواقع، تصاحب الأطفال الذين يستخدمون الهواتف قبل بلوغهم سن 13 عامًا، وتظل تؤثر عليهم بعد دخولهم الجامعة.
المخاطر المرتبطة بالهواتف في مرحلة الطفولة
أظهرت الدراسة أن الفتيات اللاتي حصلن على أول هاتف في عمر 5 أو 6 سنوات يعانين بشكل أكبر من أفكار انتحارية أثناء المراهقة، بنسبة تصل إلى نصفهن، بينما بلغت النسبة لدى الفتيات اللاتي حُصل على الهواتف بعد سن 13 حوالي 28%. يدل هذا على أن التوقيت المبكر لاستخدام الهاتف يضاعف من احتمالية تعرض الأطفال لمشكلات نفسية خطيرة.
التغيرات الدماغية والمخاطر الدائمة
حذرت الباحثة المسؤولة عن الدراسة من أن تعريض الأطفال المبكر لخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات قد يغير من بنية الدماغ بشكل غير مفهوم، مما يؤثر على نموه الطبيعي. هذه التغيرات قد تساهم في تدهور الشعور بالرفاهية، حيث ارتبط 40% من تراجع الحالة النفسية بنشاطات التواصل الاجتماعي المبكرة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التنمر الإلكتروني وضعف الروابط الأسرية واضطرابات النوم.
الاختلافات بين الفتيات والأولاد
تتعرض الفتيات بشكل أكبر لفقدان الثقة بالنفس، بينما يواجه الأولاد مشاكل مثل ضعف التركيز وزيادة التهور والانفعال، نتيجة للاستخدام المبكر للأجهزة الذكية والتعرض للمحتوى غير المناسب.
التوصيات للحد من الأضرار
ينصح بتأجيل تقديم الهواتف الذكية للأطفال حتى بلوغهم عمر 13 عامًا على الأقل، مع فرض قيود صارمة على التطبيقات والمنصات الاجتماعية التي يمكنهم الوصول إليها. كما يجب إدراج برامج التوعية الرقمية ضمن مناهج المدارس الابتدائية، وإبعاد التطبيقات الضارة عن الأطفال لضمان حماية صحتهم النفسية من المخاطر المحتملة.