عند الحديث عن الحساسية، يتبادر إلى ذهنية الأشخاص عادةً الفول السوداني أو الغبار ووبر الحيوانات، لكن الحقيقة أن هناك حالات نادرة تصيب بعض الأشخاص بحساسية تجاه أشياء غير متوقعة تمامًا. فقد يصاب شخص بطفح جلدي عندما يلامس الماء، أو تتسبب العرق في ظهور رد فعل جلدي مزعج، وهذه الحالات ليست خرافة وإنما حقائق طبية موثقة.
تؤكد الدراسات والمعلومات الطبية المنشورة أن الحساسية لا تقتصر فقط على المحفزات المعروفة، بل تشمل قائمة طويلة من المسببات النادرة التي قد تمر دون أن نوليها اهتمامًا. مثلًا، يمكن أن تتسبب القهوة أو التعرض لبرودة الجو أو أشعة الشمس في ظهور أعراض غير مفسرة إلا بعد إجراء فحوصات دقيقة.
أمثلة على حساسية غير تقليدية
يوجد عدة أمثلة توضح حالات حساسية غير معتادة لكنها موجودة فعلاً، منها الحساسية تجاه الماء والتي تظهر على شكل بقع حمراء وحكة عنيفة عند ملامسة الماء، سواء مياه الشرب أو مياه الاستحمام. كما أن بعض الأشخاص يصابون بطفح عند استنشاق القهوة أو عند ملامستها، وليس فقط رد فعل تجاه الكافيين بل نتيجة لوجود مركبات في الحبوب المحمصة. وتكون هناك حالات من حساسية اللحوم الحمراء بعد التعرض لعضات قراد، حيث يصبح الجسم حساسًا لبعض الجزيئات في لحم الأبقار أو الخنازير، وتتراوح الأعراض من حكة إلى صعوبة في التنفس. كما يُصاب بعض الأشخاص بطفح جلدي عند التعرض المباشر لأشعة الشمس، وهو ما يُعرف بالشرى الشمسي. ومن الحالات النادرة أيضًا حساسية العرق، المعروفة باسم الشرى الكوليني، التي تثير بثور صغيرة عند ارتفاع حرارة الجسم أو التعرق. أما عن البرد، ففي حالات نادرة يمكن أن يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى طفح جلدي أو تورم في الوجه والفم، وهي حالة قد تهدد حياة المريض إذا تطورت لتفاعل تحسسي شديد.
الفرق بين الحساسية وفرط التحسس
رغم أن المصطلحين يُستخدمان أحيانًا بشكل مترادف، إلا أن الحساسية تُعتبر نوعًا من أنواع فرط التحسس المناعي، الذي يشتمل على مستويات وتفاعلات مختلفة. فالحساسية الغذائية على سبيل المثال، تعتبر من النوع الأول وتحدث خلال دقائق من التعرض للمسبب، أما فرط التحسس فهو أوسع ويشمل ردود فعل مختلفة ومتنوعة تعتمد على الحالة والنوع.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب دائمًا استشارة الطبيب عند ظهور أي رد فعل جلدي غير معتاد أو إذا صاحب الحالة صعوبة في التنفس أو تورم مفاجئ في الوجه أو الفم، فحتى الأعراض البسيطة قد تكون دلالة على وجود حساسية نادرة. يُنصح بإجراء فحوصات جلدية أو دمويّة لتحديد المسبب الرئيسي بدقة، وقد يصف الطبيب أدوية مثل مضادات الهيستامين أو يقترح علاجًا مناعيًّا في الحالات المعقدة.
تُعد الحساسية من الحالات التي يمكن إدارتها وعلاجها بشكل فعال إذا اكتُشفت مبكرًا، ويكمن النجاح في فهم الحالة الصحية للشخص والمتابعة مع مختصين مختصين. وحتى مع وجود أنواع حساسية غريبة، فإن التعامل الصحيح والمعرفة يُمكن أن يفتح المجال لحياة أكثر أمانًا واختلافًا عن الخوف والمخاوف المبالغ فيها.