الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.. تأثير حليب الأم على ميكروبيوم الأمعاء

يؤدي حليب الأم دورًا هامًا ليس فقط في تغذية الطفل، بل أيضًا في بناء صحة الأمعاء لديه بشكل أساسي. منذ الولادة، يمر جسد الطفل بتشكيل ميكروبيوم معوي يتكون من بكتيريا مفيدة مثل اللاكتوباسيلس والبيفيدوباكتيريوم، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في عملية الهضم وتعزيز جهاز المناعة. الأطفال الذين يمتلكون ميكروبيوم معوي قوي ومتوازن يظهرون استجابات مناعية أكثر ثباتًا، ويهضّمون بشكل أفضل، وينمون بصحة جيدة بشكل عام.

سكريات حليب الأم ودورها في صحة الأمعاء

يحتوي حليب الأم على سكريات خاصة تُعرف بسكريات حليب الأم قليلة التعدد (HMOs)، فهي لا يهضمها الأطفال بشكل مباشر، وإنما تُغذي البكتيريا النافعة. هذا التغذية يعزز نموها، ويخلق بيئة أمعاء صحية. مع مرور الوقت، يتكيف حليب الأم مع عمر الطفل، وصحته، وبيئته، ليقدم دعمًا مستمرًا تنمو معه بشكل ملائم.

أهمية الميكروبيوم المستقر للجهاز المناعي والهضم

لا يقتصر تأثير ميكروبيوم الأمعاء على تحسين عملية الهضم فقط، بل يُساعد أيضًا الجهاز المناعي على تعلم كيفية الاستجابة بشكل صحيح، بمعرفة متى يتصرف ومتى يهدأ. هذا التفاعل المبكر يقلل من احتمالية الإصابة بالحساسية، الالتهابات، ومشاكل صحية طويلة الأمد. الأطفال الذين يتمتعون بميكروبيوم معوي متوازن يُظهرون استجابة مناعية ثابتة، وهضمًا متزنًا، ونموًا صحيًا.

فوائد الميكروبيوم الصحي على المدى الطويل

خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر، يتطور الميكروبيوم ليؤدي دورًا حيويًا في مقاومة الأمراض، والوقاية من الالتهابات المزمنة مثل الربو والسمنة، والحساسية، والتهابات الجلد، واضطرابات الأمعاء، والنمو العصبي. كما يلعب دوره في تنظيم المزاج والإدراك والألم عبر محور الدماغ والأمعاء. تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا هامًا في تشكيل هذا الميكروبيوم، حيث تتغير مكوناته مع تطور الطفل وبيئته، وتدعم نموه الصحي بشكل مستمر.

العوامل المؤثرة في تكوين الميكروبيوم

هناك عدة عوامل تؤثر في تحديد نوعية الميكروبيوم لدى الطفل. من بين هذه العوامل نوع الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية، وصحة ميكروبيوم الأم، ووزنها أثناء الحمل والرضاعة، وإذا وُلد الطفل قبل الموعد المحدد، ومستوى التوتر لدى الأم، واستخدام المضادات الحيوية، ومدة الرضاعة، والأطعمة التي يتناولها الطفل، ووجود إخوة، والنظام الغذائي للأم أثناء الرضاعة، وتركيبة الحليب المستخدمة، وحتى وجود حيوانات أليفة في المنزل. كل هذه العوامل تتداخل لإحداث الفارق في صحة ميكروبيوم الطفل ونموه العام.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر