بدأت الأبحاث تشير إلى أن انتشار إنفلونزا الطيور بشكل محدود لم يعد يقتصر على الطيور فحسب، بل قد يمتد إلى مزارع الألبان من خلال استنشاق الهواء الملوث أو مياه الصرف الصحي المستخدمة في عمليات التنظيف والصيانة. تعتبر إنفلونزا الطيور، المعروفة باسم HPAI، من الفيروسات الخطيرة التي تؤدي إلى مرض وموت الطيور والثدييات.
انتقال الفيروس وفئاته الفرعية
تنتمي سلالة H5 من إنفلونزا الطيور إلى عائلة الفيروسات المسببة للمرض، وتضم تسعة أنواع فرعية من بينها H5N1، التي كانت السبب في الانتشار الأخير. وأظهرت دراسات أجريت على مزارع ألبان في كاليفورنيا أن الفيروس تم الكشف عنه في الهواء والمياه المستخدمة في التنظيف، مما يشير إلى احتمال إصابة الماشية والعمال عبر استنشاقه أو التواصل المباشر مع المياه الملوثة. كما لوحظ وجود ماشية بدون أعراض واضحة، ما يعزز فرضية أن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق حيوانات لا تظهر عليها علامات الإصابة.
المخاطر الصحية وإجراءات الوقاية
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إلى أن المخاطر على الصحة العامة تظل منخفضة نسبياً، إلا أن الأشخاص العاملين في مزارع الطيور أو الأبقار أو الذين يتعاملون مع منتجات ملوثة، مثل الحليب الخام، يكونون أكثر عرضة للإصابة. يُنصح هؤلاء بعدم لمس الحيوانات المريضة أو النافقة، وتجنب استهلاك الطعام غير المطبوخ جيدًا، إذ يُفضل طهي الدواجن والبيض إلى درجة حرارة 165 درجة فهرنهايت لقتل الفيروسات والبكتيريا. على الرغم من ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية وصفت تفشي المرض الحالي بأنه يمثل مصدر قلق كبير على الصحة العامة، إلا أنه لا يُعتبر حتى الآن حالة طوارئ صحية عالمية.
الوضع الحالي وخصوصية الانتقال
تؤكد التقارير أن التفشي الحالي لا يثير مخاوف من انتقال سريع من إنسان لآخر، حيث لم تتوفر أدلة واضحة على انتقال العدوى بين البشر. ومع ذلك، يُعتبر العاملون في المزارع وبيئة الحيوانات الأكثر تعرضًا، ويُنصحون باتباع إجراءات وقائية صارمة للحد من خطر العدوى. ويُذكر أن الفيروس يمكن أن ينتقل عبر الجو، خاصة في أماكن تواجد الخيول، الطيور، أو المياه الملوثة، مما يتطلب وضع تدابير للوقاية عند التعامل مع هذه الحالة.