عصف بالأفكار السلبية، ووجَـدْنا أن الخروج من المنزل يصبح مهمة صعبة، قد يكون مجرد سماع صوت طائر يغرد نسيمًا باردًا، أو مرافقة بسيطة من صوت الطيور، كافياً ليمنحنا لحظة من السكينة والهدوء. وطبقاً لما يقوله المختصون، فإنّ الأمر لا يُعد مجرد وهم، بل له أُسس علمية تؤكد صحته.
تأثير تغريد الطيور على شعور الأمان
قام الدكتور كلينتون فرانسيس، الذي أجرى دراسة عام 2020، بشرح أن سماع تغريد العصافير يمنح الإنسان إحساسًا فطريًا بالأمان. ويضرب مثلاً، حين تمشي في غابة صامتة وفجأة تَسمع ذلك الصمت يُنذر بوجود خطر، أما تغريد الطيور فيدل على أن العالم من حولك آمن وأن الأمور جيدة. إن صوت الطيور يُشعرنا بالطمأنينة والثقة، حيث يربطنا بشكل طبيعي بالطبيعة والأمان.
فوائد سماع الطيور على الصحة النفسية
أظهرت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة “Scientific Reports” أن مشاهدة أو سماع الطيور ترتبط بتحسُّن كبير في الحالة النفسية، حتى عند الأخذ في الاعتبار تأثير البيئة الطبيعية كالأشجار والمياه. والأهم أن هذا التأثير الإيجابي يستمر لساعات بعد التجربة، مما يعزز الرفاهية النفسية ويُساعد على تقليل التوتر والقلق.
كيف نستفيد من أصوات الطيور في حياتنا اليومية
لا يحتاج الأمر إلى حديقة واسعة للاستفادة من فوائد سماع الطيور. وفقًا لمؤسسة “Woodland Trust”، يمكن جذب الطيور إلى نوافذ منازلنا عن طريق بعض الإجراءات البسيطة. من بينها وضع مغذيات للطيور على النوافذ أو في الحدائق، وتوفير مياه للشرب والاستحمام، وزراعة نباتات تلقى حب الطيور، مثل الزعرور والورد البري والصفصاف. هذه الخطوات تُمكن الطيور من الظهور بشكل منتظم، مما يُعطي فرصة لنا للاستماع إلى تغريدها والتمتع بسلامها.
موقف الخبراء من أهمية سماع الطيور
يشير الأخصائيون إلى أن السماع لمدة قصيرة، تصل إلى 10 دقائق، لصوت الطيور كاف لتغيير مزاجنا وتحسين حالتنا النفسية بشكل ملموس. والتجربة مع الطيور لا تتطلب بذل جهد كبير، فهي ملاذ بسيط يُشعرنا بالراحة ويبعث في نفوسنا الأمل والسكينة، دون الحاجة للبحث عن مكان آخر للاسترخاء أو الراحة النفسية.